في الجسد يرنّ الشّعريُّ

صلاح بن عياد

 

يلمسني صُراخها،
صُراخها المتطاول على شجرات الشّارع،
صُراخها الآتي من اللّون القصيّ
في لوحة صاخبة.

يجفّ قلبي…

أعود على بدء مشْيتي الطّويلة
– آه لو أمطرت!

لا غير غنائيّتي الرّضيع تعلو
غبارا دافئا في الأرجاء
يرقص الضمير المذكّر في كامل الجلد
… صراخها المضاف إليّ
حذو كيس من الذكريات المضاف للّيل
ورؤى غير آمنة
تصفرّ مخيّلتي بينما تتزاوج الخرافات أمامي..

يتولّى صراخها دم قلبي،
قلبي الشّعب المتكاثر على الألواح.
لست صالحا للغيم لا قابلا للجسد
هذا اللّّيل عار تماما كمهنة الإله.

أمشي و كفى بالتّهمة قصيدة!

تنزلق من مخيّلتي القسمات
تنزلق المارّاتُ والقهقهاتُ
إذ أمشي في صدى الخرافة.

أمشي في تمتمات الإغماء،
أمشي إلى حائط في الشّعر
أمشي إلى صراخها الفائض.
أمشي…
ويرن ّالشّعريّ في الجسد.

صراخها المُتداخل خيوط عناكب في العقل.
ودمي معوجّ في الحقيبة.
عدّة أرقام فوق فخذيّ:
– أمّي تغادر نهائيّا حدث ولادتي
– محطّات فارغة و قافية تتسوّل النّاس.
-لا تمر لمزاوجة امرأة في ظلّ الواحة
– أعواد جدّتي هو كلّ ما في حضرة المعنى
-و….

في النّاحية المحاذية لفراشي تتآكل مفاهيم.
وتصمت أغنيات بربرية…
تُفتح نافذتي على بخار النهود
يباغت طيف شعريّ نسيج العنكبوت
في خلاء السّقف.

ماذا ينبت صُراخها؟
هذا المزروع في كل الجهات؟
صُراخها البارك في صمتي كباروكة من هراء؟
صُراخها البربريّ السّاحر؟
ماذا يُنبت على أرض شعريّة وعرة؟

والنهود الفائحة؟
النهود النائمة في جوّ من الذّباب الثّائر؟
النهود المشبّكة بعُروق من زرقة سماويّة رقيقة؟
ماذا سأكتب بعدها على صفحة بيضاء في اليُبس؟؟

الشارع نسخ ملساء

مطر يغسل كتفي المدينة الملتهبين
تفوح روائح للخصلات
وتتقاطر من أعلى القباب
ألوان صبيانيّة خفيفة،
الرّيح الّتي بحوزتي وابتلالي المجرّد
يزجّان بي إلى أواخر الشوارع…
ينهض الكلام.
تنهض حاجتي لشيء بلا وصْف
تنهض صرخة عمياء…
و يتحوّل الإله إلى طائر حر.ّ

قلبي… الرّاقص التائه
يقبع في شكل امرأة مرّت للتوّ
يقبع لاسترداد ألوانها الصّارخة.

قابع من فرط الشّهوة الزرقاء عليّ
قابع لأتداوى بغيابها من الذّكريات…
قابع أمام فراغ وجهها
أحمي السطور الرّضيعة من غياب شفتيها.
قابع كآنية الجائع
في قداسة خيانتها
أشرّد القليل القليل من طيور أنيني

قابع أفتّت الدّقائق إلى رمل من رحيلْ
أتهجّى جسدَها على جسد المارّات…
وأكتب تفرّد جسدي.

قابع بفرشاة ليليّة حميمة…

لا شكّ أنها ستقرأ كفري الجسديّ في المعابد
ستقرأ ما خططت على غيمة
في سماء صراخها

ستقرؤني على قرص من الوضوح
فوق جسدها.

اترك رد

اكتشاف المزيد من عناوين ثقافية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading