عن الحلم والفرح

عبـد الســـلام مصبـــاح

وَقَدْ طَوَّفْتُ فِي الآفَاقِ حَتَّى
رَضِيتُ مِنَ الْغَنِيمَةِ بِالإِيَّابِ
امرئ القيس

-1
أَبْحَـرَ الطَّيْـرُ بَعِيـداً ـ
غَـابَ خَلْـفَ الرِّيـحِ
فِـي جَفْنَيْـهِ
صَـوْتُ الْحُلْـمِ غِنْـوَة .
فَـرَحٌ يُولَـدُ
يَنْمُـو
يَتَنَاسَـل…
ثُـمَّ فَجْـأَة
يَفْتَـحُ الأُفْـقَ
حَيْـثُ الشَّمْـسُ
تَمْحُـو كُـلَّ ظِـلٍّ .

-2
طَـارَ يَبْغِـي الأَنْجُـمَ الْحُبْلَـى
وَأَثْمَـارَ السَّحُـب…
ثُـمَّ عَـادَ
حَامِـلاً تَحْـتَ جَنَاحَيْـهِ الأَلَـم
وَبَنَـى الْعُـشَّ
عَلَـى أَشْـوَاكِ وَرْدَة
ثُـمَّ غَنَّـى مِـنْ فَـرَح :
طِـرْتُ شَهْـراً
طِـرْتُ عَامـاً
طِـرْتُ عَشْـرا
طِـرْتُ عُمْـراً
طِـرْتُ…حَتَّـى مَلَّنِـي
بَحْـرُ الزَّمَـن…
طِـرْتُ حَتَّـى عَافَنِـي
دِرْبُ السَّفَـر
أَزْهَـرَ الْحُـزْنُ
بِأَعْمَاقِـي شَجَـر
فَجْـأَةً عُـدْتُ
وَفْـي حُنْجُرَتِـي
مَـا يَبَقَّـى مِـنْ نَغَـم
لِلْوَطَـن،
حَيْـثُ رَغْـمَ الْفَـخِّ
رَغْـمَ الْخُنْجَـرِ
أَجِـدُ الْحَـبَّ
الْمِيَـاهَ
الـدِّفْءَ
فِـي كُـلِّ الْفُصًـول .

مدريــد
21/08/1976

* هــذه القصيــدة تُــدَرَّس
ضمــن المناهــج المقــــررة
علــــى تلامــذة التعليـــم الثانــوي
(الشعبـــة الأدبيــة والتعليــم الأصيـــل)
وهــــي مـــن ديـــــــــــوان
” حاءاتـــــــ متمــــــردة ”
الصـادر عام 1999

اترك رد

اكتشاف المزيد من عناوين ثقافية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading