سحر الرواية.. مشاريع وأدباء في «مجنة» الصحافة..!!
المقالح عبدالكريم
(2007)
(1)
– (تفرّغ الروائي).. القطعة المفقودة في أُحْجِية الرواية اليمنية..!
– المشروع الروائي لكتّابنا بسيط ومتواضع..!!
– حوالي 80% من الروايات اليمنية متوفرة في المكتبات العامة فقط!!؟
ما كاد يضع أمام أحد أصدقائه – شاعر مبدع وناقد مخضرم – نسخة مطبوعة من آخر ما كتبه – جزء أول من ثلاثية روائية – حتى نهض صديقه خلف طاولة مكتبه.. يعانقه مهنئاً مباركاً في صخب كله ابتهاج لا يحد.. وعلى نحو مفاجىء جعل مستقبِل التهاني يحادث قلبه: (ما أتمناه حقاً أن تكون هذه الفرحة على ضخامتها المذهلة.. بعضاً من فرصته الكبرى حين تصدر روايتي في كتاب). ممتناً لحرارة التهنئة.. انتحى ركنه.. عينه على صديقه الذي شرع من فوره باستطلاع الجو من خلال تقليبه الصفحات الأُوَل من الرواية – فعلاً الجواب يبان من عنوانه – بين صفحة وأخرى كان يطرح شيئاً كتساؤل.. والمتلهف لسماع نقد جدّيّ يجيب بردود مقتضبات.. ولما أزاح النسخة المغلفة حلزونياً الى أقصى يسار طاولة مكتبه.. كف المتحفز للرد عن تعليق نظراته عليه. لحظات وعاد مجدداً.. الشوط الثاني هذا أُفتتح بتسديدة عشوائية – لكن اقتربت من الهدف – أوصلت الكرّ والفرّ لمنعطف جديد.. مثير.. والأهم: محيّر..! سؤال صغير.. سؤال ليس غير: (روايتنا اليمنية.. أين هي..؟!). مجرد سؤال منطقي.. مشروع.. طبيعي..! ومن فورها تقافزت في مخيلة صاحبنا عشرات.. لا بل مئات الإجابات التي توّهته في زحامها.. بُهت تماماً كمعلّم فُجع بردّ فعل تلامذته على سؤال سطّره على اللوح.. (أنا أنا أنا) ترفرف من أرجاء الصف.. والأصابع محلّقة كلها بلا استثناء.. لا بأس من تختار وكيف..؟! (روايتنا اليمنية.. أين هي؟).. ضآلة السؤال تستدعي جغرافيا لا نهائية المدى للرد عليه.. تماماً كأسئلة الأطفال.. على حين غرّة تُلقي بك من حالق.. سهلة ساذجة بسيطة.. أقرب اجابة هي الإجابة الصحيحة من بين ألف اجابة.. ورطة مثالية.. مأزق نادر.. حالة طارئة.. ولا تجد مبدئياً سوى تعلّية ابتسامة واثقة تتركها للحظة تتماوج على شفتيك علّ المتسائل يقنع بها.. أو علّه يدرك مدى جسامة الموقف وهَوْلِه.. ربما..!؟ وهكذا ما كاد صاحبنا يبذر ابتسامته الهدوء على شفتيه.. حتى عاجله صديقه بمدرار دفّاق من أسئلة بدت كأن لا انتهاء لعرمرم طوفانها. – واقعنا.. هل واقعنا أفقر من استلهامه..؟! أم أنه أكبر من استيعابه..؟! – لماذا لم يظهر عندنا روائي كنجيب محفوظ..؟! – لماذا لا نقرأ روايتنا بعيون الآخر في صحفهم.. في مجلاتهم.. في كتبهم النقدية..؟! – روايتنا.. لماذا ما زالت منذ أول رواية عام 1939م تحبو وتتعثر متأتأة التبرعم.. ورواية الآخر منطلقة لا يحدّها فضاء…؟! – كيف نجعل من روايتنا………. – متى يمكننا القول أن……….. – لماذا حتى الآن……. – هل نحن فعلاً لا نقدر على……… – أين بالإمكان إيجاد…….. – ما هو السبيل الأمثل…….. – مالك.. هل أنت معي يا صديقي..؟! صديقه كان معه قلباً وقالباً..! حقاً إنها تساؤلات مشروعة.. اجاباتها فيها.. لكنها رغم ذلك.. وربما رغم ذلك كله.. تستحق وقفة.. تستدعي التفاتاً.. إنها الرواية.. إنه سحر الرواية..! مـدخـــل… ! (ما خبر يطلع من تحت حجر) مَثَلُنا الشعبي هذا يُقرُّ، بل ويؤكد على أحد قوانين الفيزياء الثابتة.. فلا دخان بلا نار..! وعلى مشروعية أسراب النحل اللانهائية تلك: كيف.. متى.. لماذا… إلخ، إلا أن اتهاميتها الصارخة تستوجب التمعن فيها.. إذ لا أسوأ من التعميم.. أو إصدار الأحكام المسبقة على ظاهرة ما دون محاولة فهمها عن قرب وتحليلها بعمق.. إذ لا يكفي القول مثلاً أن روايتنا اليمنية متعثرة بينما رواية الآخر لا تحدّها حدود.. كحصان جامح عثر فجأة على السهل المناسب ليندفع فيه يشق المدى كسهم يسابق شهقةً دَهِشَة.. إن قولاً كهذا أو كغيره لا يكفي للتسليم به والاقتناع به والموافقة عليه..! وفي حال كانت روايتنا كذلك – تحبو/ تتعثر – فلماذا وكيف ومتى حصل هذا؟ وما هو الحل إن كان ثمّة مخرج يحل المعضلة..؟!!! البيئة المحلية .. الواقع الخام يبدأ الفن من (الخاص) وينتشر ليكون (العام).. وعليه فجودة أو رداءة رواية ما عملية مرهونة بمحددات كثر لا يدخل الواقع أو بيئة الروائي من ضمنها.. فقبل اتهام الواقع أنه مثلاً لا يثير مخيلة ولا يحفز ابداعاً.. ستشير أصابع الاتهام الى الفنان أولاً وقبل كل شيء.. كم تجاربه الذاتية.. وعيه بمحيطه البيئي.. تأثره بالثقافة المحلية وتأثيرها عليه.. امتلاكه الأدوات المناسبة: الموهبة – الأسلوب – الرسالة. أما الواقع المعاش.. فقره وغناه بتفاصيل حيّة سهلة متوفرة.. فمن الغباء عدّه حجر عثرة في وجه ظهور روائي أو تميّز رواية..! يقول الشاعر الألماني (رينيه ماريا ريلكه) في احدى رسائله: «إذا بدت لك حياتك اليومية فقيرة بالمواضيع.. لا تلُمْها.. ولُمْ نفسك.. قل لذاتك أنك لست شاعراً بما فيه الكفاية لتدعو إليك الأغنى.. لأنه بالنسبة للمبدع ليس هناك من فقر ولا مكان زهيد أو غير مبالٍ في الحياة.. وحتى لو كنت في سجن ما فإن الجدران التي تحجب كلمات العالم عن زيارة حواسك لن تمنعك من محاولة استدعاء طفولتك.. وكل ذلك الثراء.. كنزك الشخصي من الذكريات). الذات الآخر..!؟ من غير المعقول أن تلوم الآخر لأنه غير مهتم بك أو لا يحتفي بك كما يجب.. وأنت في الوقت نفسه لا تفعل أقل ما يجب عليك ليراك الآخر.. ليسمعك.. لتصل إليه. ثمّة استراتيجية طبيعية.. عفوية.. تلقائية.. يعتمدها الآخر فيصل إلينا بسهولة ليس للخط فيها يد أو رجل أو إصبع..! لنتأمل هذه الخارطة: المناهج التعليمية (المدرسية – الجامعية) ــــــــــــ الإعلام (صحافة – إذاعة – تلفزيون) ـــــــــــــ دور النشر (طباعة – توزيع – مشاركة في معارض الكتاب عربياً/ عالمياً – فتح فروع لها خارج حدود البلاد) ـــــــــــــ المتابعة الجادة/ المستمرة من النقاد لتعريف الجمهور بهذا الروائي أو بتلك الرواية ـــــــــــ نزول الرواية الى الشارع (أكشاك – مكتبات) بكميات مناسبة وبأسعار تتيح تأسيس جمهور من القراء المتابعين للإصدارات الروائية ــــــــــــ وأخيراً وليس آخراً (تفرّغ الروائي) وهذه هي كلمة السر.. القطعة المفقودة لحل أحجية الرواية اليمنية.. كيف هذا..؟! تابعوا إذن.. واحكموا بأنفسكم..! المشروع الروائي..!؟ تبدو المقارنة بين مبدع وآخر في حقل فني مشترك صعبة إن لم تكن غير منطقية.. فلا الكمّ ولا الكيف ولا الانتشار معايير مناسبة لعقد المقارنة.. إذ لا بد سترجح كفّة أحدهما على الآخر.. حيث ثمّة اعتبارات كثيرة وكبيرة مختلفة باختلاف البحر والنهر.. وذلك من حيث: الثقافة – الظروف المعيشية – قوانين تطوّر الحركة الأدبية – التجربة الفنية – الاحتفاء الإعلامي بالمبدع – نمط استقبال المجتمع للنتاج الفني – قاعدة القراء – امكانيات وسائل النشر داخلياً وخارجياً – تفرّغ الروائي… إلخ. وهكذا ومن خلال (قائمة بيلوغرافية الرواية اليمنية حتى 2004م والتي أعدها القاص والناقد/ زيد الفقيه والمنشورة في موقع نادي القصة «إل – مقه».. ندرك منها ومعها كيف أن عملية المقارنة بين روائي كنجيب محفوظ وأي روائي يمني آخر هي في الأساس عملية غير ممكنة.. فما بين (همس الجنون/ 1938م) و(أحلام فترة النقاهة/ 2005م) لقبح المقارنة خارج نطاق المعقول.. إذ أن المشروع الروائي لكتّابنا الروائيين بسيط وضئيل ومتواضع جداً مقارنة بمشروع محفوظ.. فما بين بيضة الديك وكفى – رواية واحدة – وأربع روايات – بالكثير – هي الأعمال الكاملة لغالبية الروائيين اليمنيين.. على الأقل لعدد من الروائيين الرواد، خاصة الذين التحقوا بالرفيق الأعلى أمثال: (دماج – عبدالولي – باوزير – باصديق)، لكنه رصيد وتاريخ يدعو للافتخار به، بل والاحتفاء بعوالمه.. ومحاولة تعريف الآخر به.. حيث أن معظم هذه الروايات وغيرها الكثير ما زالت حبيسة الداخل.. حيث لم يطبع منها في دور نشر عربية إلا أقل القليل.. أما غالبيتها ففي مطابع محلية.. وليس هذا كل شيء.. إذ وبالإضافة لهذا الوضع الذي لا يحسدنا عليه لا قريب ولا بعيد.. سيصاب بالإحباط من فكّر بتكوين مكتبة للرواية اليمنية في بيته حيث سنجد70% أو80% – أو يمكن أكثر بكثير من هذه النسب التقريبية – لم تعد موجودة ومتوفرة إلا في المكتبات العامة مثل: دار الكتب، أو مكتبة مركز الدراسات والبحوث اليمني.. وعليه فليس أمام حالم كهذا إلا سبيل واحد ليس غير هو استعارة تلك الروايات من مكتبة ما أو من مكتبة شخصية لأحدهم وتصويرها «فوتوكوبي» وتغليفها – حلزونياً أو حرارياً أو حتى تجليدها ككتاب – والبدء بقراءتها تمهيداً لتاليتها.. وهكذا حتى يمتلك مكتبته – الحلم، ولا بد أنه سيلاحظ أن ظاهرة انعدام الرواية اليمنية من السوق لا تقتصر على الأعمال القديمة منها.. بل إنه سيكتشف أن الأمر ينسحب حتى على الرواية المكتوبة والصادرة حديثاً. وهذا ليس كل شيء.. لا زال في مسلسل الرواية اليمنية كثير من الحلقات.. عديدة التفاصيل.. التي لا تخلو من مفاجآت تصدم ومفارقات تدهش.. وويلات تقهر قلب من ليس له قلب..!؟ مراجعات الإمكانيات المحدودة للمبدع – مالياً – ودور النشر المحلية.. إضافة إلى غياب الدعم الرسمي.. يحدّ من نطاق انتشار الإصدارات الإبداعية، حيث أن الكمية المطبوعة والتي دفع المبدع قيمتها تذهب في اتجاهين.. الأول: الإهداءات.. والثاني: بيع بعض النسخ المهداة – إلى بعض الجهات العامة أو الخاصة – حسب درجة علاقة المبدع بتلك الجهات – وذلك بسعر تشجيعي..؟! أما بالنسبة لدور النشر فإن توزيع مطبوعاتها في الداخل يظل محدوداً جداً، وذلك لقلة الكمية التي لن تزيد في أحسن الأحوال عن حوالي «855» نسخة. وخارجياً عدم مشاركة دور النشر المحلية في معارض الكتاب في العواصم العربية يحول دون وصول كتابنا المطبوع في الداخل إلى القراء العرب.. ناهيك عن الباحثين والنقاد والمبدعين، وهي معضلة تجاوزها كثير من مبدعينا عبر المراسلة الشخصية – البريد العادي أو الالكتروني – أو قيام البعض منهم بتوزيع إصداراته لضيوف عرب حضروا في صنعاء – أو غيرها – مهرجاناً ثقافياً أو فكرياً.. أو عند سفر المبدع نفسه لحضور فعاليات ثقافية خارج الوطن..! ولم تتوقف الجهود الفردية لمبدعينا عند هذا الحد بل تم تجاوز الاهتمام الشخصي إلى الاهتمام الجمعي.. فعلى سبيل المثال الخطوة التي نفذتها القاصة ريا أحمد والمتمثلة بـ «مشروع التواصل الثقافي العربي» تحت شعار «تبادل الإصدارات الثقافية خطوة جادة من أجل خلق تواصل ثقافي عربي» وعنوان المشروع وشعاره كان عبارة عن ختم أزرق اللون – الأول شكله شبه بيضاوي والثاني شبه مستطيل – كانت القاصة ريا أحمد تدمغ بهما الغلاف الأمامي الداخلي للكتاب الذي حصلت عليه من المبدع صاحب الإصدار – بعد أن يسمع نبذة عن المشروع – شاعراً كان أو قاصاً أو غير ذلك.. ثم تقوم بإرسال تلك الإصدارات عبر البريد العادي على حسابها الشخصي طبعاً – إلى أدباء ونقاد صحافيين عرب.. من أجل الإطلاع على الكتاب / الكتب والكتابة عن التجربة الإبداعية فيه. ولأنه مشروع مكلف جداً أو يحتاج لميزانية ضخمة كان أن طورت القاصة ريا أحمد مشروعها وانتقلت إلى الشبكة العالمية.. حيث استطاعت التحصل على مساحة مجانية لمدة عام.. مكنتها من إطلاق موقع «ملكة سبأ» والذي احتوى على العديد من الكتابات الإبداعية المختلفة الاشتغالات.. وقد حقق الموقع الكثير من الأهداف التي أُطلق لأجلها.. لكنه مع الأسف الشديد ولعدم توفر التمويل الكافي – بعد انتهاء العام المجاني – توقف نهائياً إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد.. حيث أن هدف التواصل بالآخر وتعريفه بالإبداع والمبدعين اليمنيين هو طموح الكثير من مبدعينا والذين ترجموا طموحاتهم على أرض الواقع في مشاريع ثقافية أهمها مواقع الانترنت مثل: – عناوين ثقافية: للشاعرين أحمد السلامي وسوسن العريقي – أطياف: للقاص صالح البيضاني – زفرة: للقاصة نادية الكوكباني – القصة اليمنية: نادي القصة «إل – مقه» – الشعر اليمني: بيت الشعر اليمني وغيرها الكثير:
هوامش 1) رينيه ماريا ريلكه: – الشعرية الأوروبية وديكتاتورية الروح – ترجمة ظبية خميس – الطبعة الأولى 2000م – الناشر: اتحاد كتاب وأدباء الإمارات/الشارقة – دار الحوار – اللاذقية/سوريا 2) قائمة بيبلوغرافية الرواية اليمنية حتى 2004م إعداد القاص والناقد زيد الفقيه. – elmaqah.net
(2)
النشر الروائي «صحافيا» ظاهرة عامة لا تقتصر على جيل بعينه..!!
الرواية اليمنية مشروع مسجل «خطر ممنوع الاقتراب» لأنها ليست شركة مساهمة..!؟؟
الوظيفة.. قفص ذهبي يغتال المواهب الكبيرة..!
في رثاء ابن المعتز قال علي بن محمد بن بسام:
لله درك من ملك بمضيعة .. ناهيك في العقل والآداب والحسب ما فيه «لو» «ليت» فتنقصه .. وإنما أدركته حرفة الأدب ونعرف كلنا أن جملة «حرفة الأدب» لها إعراب وحيد هو «شؤم الأدب» وهي حقيقة ثابتة وقانون لا زال ساري المفعول حتى عصرنا الحديث هذا… بدليل أن أحد مفكريه وفلاسفته مثل كولن ولسون يؤكد ذلك في كتابه: «الحاسة السادسة» بقوله :«وحياة أي كاتب ما زالت مليئة بالمشاكل.. وقد أعد المؤلف دراسة شاملة أظهرت أن أقل من مائة كاتب في بريطانيا يستطيعون العيش من كتاباتهم»
وهكذا .. فحين يطرح خالد الذكر الشاعر نزار قباني تساؤله الحائر المعذب:
يا إلهي .. هل الكتابة جرح: ليس يشفى.. أم مارد ملعون..!؟
فإن الرد سيأتي سريعاً في آراء بلا عدّ وحسب وجهة نظر قائلها خاصة الذين يمارسون الكتابة أمثال ماركيز الذي يعد الكتابة «مهنة بلا سن تقاعدي.. قد تجد عاملاً متقاعداً أو عسكرياً متقاعداً أو موظفاً متقاعداً.. لكنني لا أعتقد أنه قد مرّ في التاريخ كاتب متقاعد أو فنان متقاعد» ولعله الأمر الذي يجعل الكتابة «من أكثرهن بؤساً باستثناء مصارعة التماسيح» كما «يرى أولين ميللر.. لذا فإن معيار «الكتابة الجيدة» حسب رالف والدو إيمرسون أنها «نوع من التزلج.. يقود الكاتب إلى حيث لا يريد» وهي بوصلة غامضة لا يغير وجهتها إلا شاعرنا الكبير حسن عبدالله الشرفي بقوله:
وعندي لصنعاء الحبيبة قبلة
وديوان شعر ما درى أين يطبعه
بالعودة إلى قائمة البيبلوغرافيا… نجد أن تسلسلها يختم بالرقم «106» والذي يبدأ عند: سعيد/محمد علي لقمان/عدن المطبعة العربية/ 1939م.. وينتهي عند روايات صادرة خلال العام 2005م- رغم أن عنوان القائمة يخبر بـ«حتى 2004م»- والقائمة توثق لعنوان الرواية ومؤلفها ومكان نشرها وتاريخ النشر.. لكن ثمة إشارات خاصة في القائمة لها دلالاتها المميزة وهي:
-د.ن: أي دون ناشر
-د.ت:دون تاريخ
-د.ن/د.ت روايات لا بأس بها عدداً ما تزال منذ صدورها وحتى الآن مجهولة النشر «تاريخاً ومكاناً» .!؟
– مسلسلة بصحيفة ….!!؟؟
وإذا ما تغاضينا عن الإشارات الثلاث الأولى فإن رابعتهن هي أجدرهن بالتوقف عندها لأنها أس أساس قراءتنا المتواضعة هذه..!!
إن الفنان وحسب بول فاليري «لا ينجز عملاً البتة.. كل ما هنالك أنه يهجر عمله فينشر» لذا وما إن تنتهي رحلة الكتابة الشاقة «العثور على الفكرة- إنضاجها في المرحلة التصورية» إنجاز المسودة الأولى- المراجعة والتنقيح- النسخة النهائية» حتى تبدأ رحلة النشر.. وهي على مرحلتين.. أولاهما النشر في الصحافة ..
– قد لا يعتمدها البعض- ثانيتهما إصدار الرواية في كتاب وهكذا فعل كثير من الروائيين العرب والعالميين .. كما سار على نهجه قليل القليل من روائيينا اليمنيين.. يمكن ما نسبته «1» إلى «300» ..!!؟
وهكذا .. وحسب قائمة البيبلوغرافيا.. نخرج بالمرحلة الإجمالية وهي كالتالي
:
1- حصان العربة: علي محمد عبده/عدن- مسلسلة بصحيفة الكفاح 1959م.
2- مذاكرات عامل : علي محمد عبده/عدن مسلسلة بصحيفة الطريق 1966م.
3- العودة إنها النهاية: عبدالرحمن بجاش/مسلسلة بصحيفة الثورة 1975م.
4- صوت من الماضي: أبو أنمار/مسلسلة بصحيفة الرسالة 1975م.
5- مجمع الشحاذين: عبدالوهاب الضوراني مسلسلة بصحيفة الثورة 1976م.
6- غرباء أو أوطانهم : أحمد محمد العليمي/مسلسلة بصحيفة الجمهورية 1976م.
7-الخاتم المجهول:عبدالكريم المرتضى/مسلسلة بصحيفة الجمهورية 1976م.
8- الفرزة : عبدالملك المقرمي/صنعاء مسلسلة بصحيفة الثورة 1993م.
9- السمارالثلاثة : سعيد عولقي/صنعاء مسلسلة بصحيفة الثورة 1993م.
01- أشرقت الشمس: سلوى محمد الصرحي/صنعاء مسلسلة بصحيفة الثورة 1984م.
11- صراع مع الحياة/سلوى محمد الصرحي/صنعاء مسلسلة بصحيفة الثورة 1985م.
21- ويبقى الأمل: سلوى محمد الصرحي/صنعاء مسلسلة بصحيفة الثورة 1986م.
31- الومضات الأخيرة في سبأ: وجدي الأهدل: مسلسلة بالثقافية 2002م.
41- جغرافية الماء: عبدالناصر مجلي/مسلسلة بصحيفة الثقافية 2004م.
51- موران : ياسر عبدالباقي/مسلسلة في صحيفة الأيام 2005م.
61- القبعة: ياسر عبدالحزمي/مسلسلة في صحيفة الميثاق 1997م.
71- يموتون غرباء : محمد أحمد عبدالولي/ط -مسلسلة بصحيفة الشرارة 1970م.
وهكذا .. وفي حال تركنا ملاحظاتنا عن قائمة البيبلوغرافيا لمكان آخر.. فإننا وعلى ضوء قائمتنا السابقة- الروايات المسلسلة- لا بد سنخرج بعدة استنتاجات منها:
1- قانون الأجيال..!!؟
ما بين «حصان العربة» في 1959م و«موران» 2005م
قرابة 46عاماً.. وباستثناء «يموتون غرباء» -أو روايات أخرى لا نعلم عنها ولم تضمها البيبلوغرافيا- ندرك حقيقة صادقة وهي أن النشر الروائي- صحافياً.. ظاهرة عامة لا تقتصر على جيل بعينه.. ولعلها قد تكون ظاهرة خاصة بالرواية اليمنية في عقودها التاليات..!؟
أما الحقيقة الأكثر ترويقاً فهي أن «16» رواية كتبت لتنشر لمرة واحدة وكفى.. وأين؟ في الصحف السيارة..! ويكاد المتأمل لهول الصدمة يرفض التصديق أن هذه الروايات الـ«16» ويمكن غيرها أكثر- حتى الآن- أواخر 2007م لم تطبع بعد.. وعلى ما يبدو لن تطبع أبداً في ظل….
ماذا يقال هنا..؟ ما هو المناسب ؟! واقعنا المعاش… حالتنا الراهنة.. نمط الحراك الثقافي.. ماذا ..؟!
أجد «مي زيادة» أفصح تشخيصاً للحال بقولها:«نحن في حالتنا الأدبية الحاضرة أشبة ما نكون بالعبرانيين في صحراء التيه.. فأنى لنا الدليل الخبير ليسير أمامنا في النهار عموداً من السحاب وفي الليل عمود نار يضيء لنا..؟!»
الدليل الخبير ..؟! «ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق» سورة ص- آية..7.
لكن لماذا لم يصدر أحد أولئك الروائيين الرواية المسلسلة في كتاب مطبوع..؟!
2- ثمة روائي..؟!
«الأديب الحق» من وجهة نظر سكوت فيتزجيرالد هو الذي «يكتب لفتيان جيله ولنقاد الجيل القادم».. لكنه لو اطلع على قائمة المسلسلات الروائية في الصحافة.. لربما تنهد بمرارة قائلاً:«الروائي اليمني هو أكثر الروائيين تواضعاً في العالم.. فهو ينشر روايته في صحف زمانه ليقرأ فيها وكفى»
-«يومنا عيدنا ..؟!»
– عصفورنا في النير..!؟»
– «امشي دلا..!!؟؟»
لا تدري فعلاً ماذا وكيف ولماذا.. لكن من السهل جداً التخمين.. إن ما يحصل هنا هو كسر «حاد» لمراحل النشر المنطقية.. إضافة إلى «استوب» مفاجيء للمشروع الروائي.. وثمة هاوية بلا قرار تنتصب بين محاولة طباعة الرواية في كتاب وبين الانتقال للتالي وهو: كتابة الرواية الجديدة.. والنتيجة النهائية لا شيء.. لا طبعت الرواية التي تسلسلت حلقاتها في صحيفة ولا كتبت التالية.. وكيف هذا وفي الوسط يقبع الوحش المتربص: الهم المعيشي.. ركض الروائي في قافلة المكافحين لتوفير لقمة كريمة له ولأسرته .. في حلقة مفرغة من راتب هزيل- إن كان موظفاً- أو أجر ضئيل إن كان في عمل حر- أو في محاولات عقيمة.. هنا أو هناك يغذيها الأمل والوعود والإرادة الصلبة..!!
ولا يلام روائي هنا.. فهو «كثر الله خيره» قد قام بما يجب عليه وزيادة .. وما قدمه- كفرد مفرد له إمكانيات محدودة- يعد إنجازاً غير عادي.. ولذا فإن الدور والباقي» على الآخرين.. لكن لا أحد هنا.. لا أحد يرى.. لا أحد يسمع وربما لا أحد «يريد» أن يراه أو يسمعه وهكذا ذهب حسن ظن الروائي أدراج «التطنيش» وبدون أن يدري روائيو اليمن «المغلوبون على حلمهم» حدث اكتشاف معاكس للاكتشاف الثوري الذي تنبأ به توماس كارلايل حين قال:«هناك اكتشاف عظيم ينتظر أن يتم في ميدان الأدب.. وهو مكافأة الكتاب مالياً عن الكتب التي يتعهدون بعدم كتابتها..»
3- ثمة رواية..!؟
ليس فيه أدنى مبالغة قولك: إن كتابة الرواية- على الأقل لدينا نحن ومما سبق- مشروع تجاري لا جدوى منه أبداً.. إذ إن «أرباحه» غير المضمونة مثلها مثل «خسارته» المتوقعة والأكيدة ومثلهما «رأسماله» الذي في حال توفره أو بعض منه سيكون نهاية المطاف/ختام الحساب :«ديناً» محال الهرب منه وباطل مراوغته ومستحيل تقسيطه..!؟
وهكذا ندرك تماماً أن الرواية عندنا ليست «شركة مساهمة» يطلقها عدد من الأفراد المتعاونين والممولين والأهم المؤمنين بالرسالة والهدف.. لذا فهي مشروع مسجل «خطر ممنوع الاقتراب».. يحق لصاحبه- الذي هو قطعاً مموله الأوحد- المجازفة وتحمل النتائج .. تأسيساً على مبدأ « يا بها يا عليها»..
إن الروائي اليمني- ويمكن المبدع اليمني بشكل عام – يعرف سلفاً أنه يخاطر بكل شيء من أجل شيء هو في المقام الأول: حلم.. لذا فهو يدرك تماماً أن عليه المضي قدماً.. رغم وعيه المتجذر فيه أن «النار ما تحرق الا رجل واطيها» أو تراه- – تراهم/ترانا- يعلل نفسه بمبدأ صرّح به المتنبي بقوله :«ولا بد دون الشهد من إبر النحل»..!!؟
4-أدوار..؟!
– وزارة الثقافة.. صندوق التنمية الثقافية- لجنة الكتاب.
– الهيئة العامة للكتاب.
– اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.. الأمانة العامة.. الفروع.
– مؤسسة العفيف.. مؤسسة السعيد- مؤسسة الإبداع.
– نادي القصة…الخ.
بعيداً عن المناسبات.. صنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004م.
والاربعينيات وووو..
أفكر: لو كل جهة من تلك الجهات – وغيرها- طبعت رواية أو روايتين.. ألن يكون في هذا التوجه تكريم له صداه وله أثره الممتد للأمام..؟! أما لو تولت جهة واحدة هذا العمل وحققت هذا الإنجاز فهو سبق لا مثيل له ستتذكره الأجيال بامتنان كبير وتقدير لا يوصف..؟!
إذن: هل سنشهد هذه المعجزة عن قريب..؟!
5- الوسام.. المصيدة..؟!
في الفصل الثاني «الوظيفة والأدب» من مذاكرته التي دونها الناقد/رجاء النقاش.. يكشف لنا روائي نوبل الأديب العالمي/نجيب محفوظ عن علاقته بالوظيفة .. التي يعدد لنا آثارها المختلفة على عمله كروائي وهي على ناحيتين كالتالي:
> الناحية السلبية: للوظيفة ضررها من حيث هي نظام حياة وطريقة لكسب الرزق..«فلقد أخذت الوظيفة نصف يومي ولمدة 37سنة وفي هذا ظلم كبير»
> الناحية الإيجابية : لأن«رب ضارة نافعة» استطاع نجيب محفوظ أن يحقق المعادلة الصعبة.. حيث جعله النظام اليومي المنصوف بين الوظيفة والكتابة يستغل «كل دقيقة في حياتي بطريقة منظمة … مع عدم تجاهل أوقات الراحة والترفيه» كما أن قسوة القسمة عليه بين الكتابة والروتين الوظيفي علمته «النظام والحرص على أن استغل بقية يومي في العمل الأدبي قراءة وكتابة» أما أهم أثر أيجابي للوظيفة في حياة محفوظ أنه استطاع الدخول إلى عمق النبع الصافي الذي نهل منه مادة إنسانية عظيمة «أمدتني الوظيفة بنماذج بشرية كانت غائبة عن حياتي.. فأنا أعرف الأسرة والجيران والمدرسة والجامعة والمقهى.. ثم أتاحت لي الوظيفة مجالاً حيوياً مختلفاً فعرفت نماذج جديدة لم أكن أعرفها.. وعرفت مكانة الوظيفة في مجتمعنا».
هكذا يرى محفوظ آثار الوظيفة الإيجابية .. خاصة في ظل ظروف المجتمع الذي عاشه كروائي.. لذا فإنه يرى أنه «من المستحيل أن يتفرغ الأديب في مصر.. ولو كنا مثل أوروبا وصدر لي كتاب متميز لتغيرت حياتي.. وكنت استقلت من الوظيفة وتفرغت للأدب.. لأن الكتاب المتميز يحقق إيراداً يكفي لاتخاذ مثل هذه الخطوة».
واااو…!!!؟
إذن نجيب محفوظ لم يكن متفرغاً للرواية بالكامل.. بل كان مقيداً إلى الروتين الوظيفي مثله مثل أي مواطن آخر..
وإذن.. لقد تكيف مع الوضع وقام بتطويع حياته بما يتناسب مع واجباته الروائية .. واستطاع استثمار النواحي السلبية في الوظيفة.. النظام والتعرف على النماذج الإنسانية المتنوعة..!!
لكن ماذا عنا..؟!
وماذا عن روائيينا اليمنيين والوظيفة..؟!
هل قلة نتاجهم الإبداعي عائدة بدرجة أساسية لغلّ الوظيفة التي «كلبشت» يومياتهم ببرودتها الصقيعية فحالت دون غزارة الإنتاج الروائي..؟!
لا ندري.. فليس ثمة سير ذاتية متوفرة تضع النقاط على الحروف.. لكن ثمة إشارات تشي ببعض ما نفتش عنه…!؟
في كتابه :«من البيت إلى القصيدة» يحدثنا د.عبدالعزيز المقالح عن «ظاهرة فريدة من نوعها ليس من السهل العثور على نظير لها في سائر الأقطار العربية وربما في العالم.. وهي ظاهرة مغرقة في سلبيتها وتتجلى في الإجهاض المستمر للمواهب الأدبية الكبيرة..»..
وهي كما يرى د.المقالح
– ظاهرة سجلتها الحركة الأدبية في بلادنا منذ ظهورها الحديث .
– يزيد من أخطار هذه الظاهرة «أن المواهب الأدبية الكبيرة تساعد- أحياناً- على إجهاض نفسها ولا تحاول الصمود في وجه المؤمرات وأحيانا لا تستطيع الصمود في وجه الإغراء».
– وباستثناء عبدالله البردوني كما يرى المقالح «فإن كل شعرائنا وقعوا ضحية ظروف قاهرة أو إغراءات قاهرة أبعدتهم عن الشعر».
وهذا التحليل الأول من نوعه يأتي في سياق حديث د. المقالح عن تجربة الشاعر/محمد أنعم غالب.. الممتدة – حتى مطلع ثمانينيات القرن العشرين- لحوالي ثلاثين عاماً.. كان الحصاد الإجمالي عبارة عن ديوان صغير «في حجم قلب صاحبه» داخله عدد من القصائد التي «لا تزيد عن أصابع اليدين إلا قليلاً» وإلى جوار الديوان المطبوع هناك «قصائد أخرى مشتتة في الصحف أو المجلات أو ضائعة في دفاتر الأصدقاء.. وهي بعد التحري والعثور عليها قد لا تزيد عن قصائد الديوان.. فأين حصاد ثلاثين عاماً.. ولماذا كل هذا الشح والتقتير..؟!
إنه تماماً ما ينطبق على كثير من روائيينا..!!
لكن لحظة .. ما هي هذه الظاهرة المخيفة..؟!!
إنها وبكل بساطة: الوظيفة..!!
إنها حسب د.المقالح «القفص الذهبي الخطير الذي يشكل السمات الرئيسية في اغتيال الأديب وفي وضع العوائق أمام المواهب الكبيرة».
علّ المقارنة هنا جائزة وممكنة.. بين استثمار الأديب للوظيفة – كما عند محفوظ- وبين سقوط المبدع بين براثن الفك المفترس.. كما عند كثير من أدبائنا الشعراء والروائيين والمشكلة هي مشاركة مبدعنا في اغتيال موهبته وقلمه وذلك عندما يسلم نفسه «من وظيفة إلى أخرى» ومن رحلة إلى رحلة.. وكان ضالعاً في تحويل الإمكانيات الشعرية إلى إمكاينات «إدارية واقتصادية» وربما نكون بذلك قد كسبنا موظفاً جيداً ولكننا- بل بكل تأكيد – قد خسرنا شاعراً كبيراً وأهلنا التراب على موهبة عظيمة أوتيت من المقومات وعناصر الفن ما لم يكن لأية موهبة أخرى» وإذن هل الحل هنا هو التفرغ..؟!
لكن كيف..؟!
مخرج
«روايتنا اليمنية .. أين هي؟!»
إنها هنا..الجيل الحديث من المبدعين..
إذ وبمجرد نظرة على خانة تاريخ النشر في بيبلوغرافية الرواية اليمنية نكتشف ما يلي:
منذ 1939م وحتى أواخر الثمانينيات : مرحلة التأسيس مابين 1995م و2005م.
1- العقد التسعيني هو أكثر العقود الروائية: أصواتاً وإصداراً .
2- حوالي «55%-65%» من كتاب القصة الذين أصدروا مجموعات قصصية صدرت لهم على الأقل ما بين رواية وثلاث أمثال:
«وجدي الأهدل- محمد جازم- هند هيثم- منير طلال- نادية الكوكباني – أحمد زين- بسام شمس الدين – سامي الشاطبي- سمير عبدالفتاح» وآخرون.
3- عدد لا بأس به من شعراء جيل التسعين يكتبون الرواية وهو تحول مدهش من الشعر إلى الرواية لم يسجل من قبل» وهناك من صدرت لهم روايات مثل «نبيلة الزبير- هايل المذابي» وعلنا قريباً سنقرأ روايات للشعراء «أحمد السلامي- كمال البرتاني – علي المقري».
4- دخول النقاد ميدان الرواية ما زال محصوراً في رواية «عرق الأرض» لمحيي الدين علي سعيد.
5- عدد من كتاب الرواية الذين سجلوا حضورهم الروائي قبل العقد التسعيني وأصلوا فيه إصداراتهم مثل «رمزية الإرياني- أحمد قايد بركات- حبيب عبدالرب سروري- محمد مثنى – عزيزة عبدالله- يحيى الإرياني».
– «إن ما ينتظرنا- نحن الفنانين- هي تلك التسوية الفرحة التي نتوصل إليها عن طريق الفن.. مع كل ما جرحنا وخذلنا في الحياة اليومية»لورانس داريل
-«نحن أحوج إلى من يدلنا على عيوبنا.. لا من يخدعنا بالإطراء.. لأن فينا من الغرور ما يكفي.. وما يقبل الانتفاخ حتى بكاذب الثناء.. ولا أريد أن نكون ضحايا الغرور.. وإنما نناضل في تحقيق فن أجود من أجل حياة أزهى.. فننجح بلا غرور أو نفشل بلا مرارة.. على أساس ألا يغرنا النجاح عن المزيد.. ولا يمنعنا الفل من تجاوزه إلى البحث عن أصالتنا».عبدالله البردوني
-«لن أجلس بعد اليوم ملتاعاً لأكتب.. أكتب لمن؟! ولماذا ؟ وكيف؟!
يكفي تغير كل شيء. الكتابة ..؟! التفكير المستمر بها..؟! هوسها وخفاياها؟! الكتابة .. قناع التفه والأفاقين. هذا المساء.. أريد أن أحكي، أريد أن أبكي .. أن أبحث عن نفسي بين الأنقاض.. الكتابة صامتة وبليدة.. وأنا هذا المساء أبحث عن ضجيج»..الروائي السوري/خليل النعيمي
هوامش
1- قائمة : بيبلوغرافية الرواية اليمنية حتى 2004م.
– إعداد القاص والناقد/زيد الفقيه
– موقع نادي القصة «إل – مقه» elmaJah.net
2- حسن الشرفي: قراءة
– ملحق الثورة الثقافي
– 2006/11/20م
3- رجاء النقاش:
– نجيب محفوظ – صفحات من مذكراته وأضواء جديدة على أدبه وحياته.
– الطبعة الأولى: 1419هـ – 1998م.
– مركز الأهرام للترجمة والنشر/القاهرة
4- عبدالعزيز المقالح:
– من البيت إلى القصيدة
– دراسة في شعر اليمن الجديد
– الطبعة الأولى : يناير 1983م.
– دار الآداب /بيروت