عن الشوارع

 محمود ماضي

 

هل يمكن
للشّوارع..
أن ترتدي سترةً واقية؟

هل يمكن
للشّوارع..
أن تحلمَ بالهجرة؟

هل يمكن
للشّوارع..
أن تُقَبِّلَ بعضها بعضا؟

**
تتهلْهَلُ
الشّوارعُ
وتقرأ شِعراً وقورا

**
ثمّةَ
شارعٌ
يغتالُ المارّة..
وشارعٌ
يقتلهم بداعي الملل
وشارعٌ
مغمى عليه، من فرطِ الضّحك!

**
هل رأيتَ
شارِعاً
يزمُّ جبينه؟!

هل رأيتَ
شارِعاً
يرقصُ دون الحاجةِ إلى أغنيات “محمد منير”
فقط يرقصُ دون موسيقى؟

هل رأيتَ
شارِعاً
يحملُ اسمكَ غصباً عنك؟

**
الشّوارعُ
التي تنتهي بمدارسِ بنات
وجهُها بشوش

الشّوارع
التي تنتهي بمدارس أولاد
وجهها فيه زغبُ المراهقة

الشّوارعُ
التي تجمعُ مدارس الطلاب والطالبات
محرّمةٌ شّرعاً

**
الشّوارعُ
الخلفيّة، دائماً، تحملُ نكهةً
خلفيّة!

الشّوارعُ
وسطَ، المدن
فاسدة!

فقط،
الشّوارع،
التي ترقصُ حاناتُها..
صباحُها بريٌّ. وخصرُها بربريّ!

**
الأزقّةُ
جيوبٌ في جُبَّةِ
الشّوارعْ

الأرصفةُ
ياقاتُ قميصِ
الشّوارعْ

**
هل رأيتَ
شارِعاً
يدندنُ أغنيةً صباحيّة؟!

هل رأيتَ
شارِعاً
يصفِّرُ حينَ يجرحه الصّمت؟

هل رأيتَ
شارِعاً
يبكي..
فقط يبكي.. ليس أقلّ ولا أكثر؟!

هل رأيتَ
شارِعاً
ثائراً ضدّ شارعٍ آخر؟

**
شارعُ المتنبي
مثلاً!
هل يحبُّ النثرَ أم القتلَ، أكثر؟!

شارعُ عمر المختار
هل يحبُّ الصحراءَ أم الفساتين القصيرة، أكثر؟

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: