أُرمِّشُ كثيراً و عُيوني لا تحْتملُ اليقينَ

 محمد أنوار محمد

 

نظْرتي المثقلةُ عنباً
تتَدلّى منْ رُمُوشها الدهشةُ
شغَباً
لا تنتظرْ قولاً يفتح قوساً آخرَ
بادرَ الشّاعرُ ونامَ في الفضَّة البيْضاء
فَصَحَا يعْصرُ اللغة في البَلاطٍ الحلبيٍّ
و تبخَّر في المجاز
لم يترك موجةً إلاّ شرَّدها
في الأُفق الأخْضرِ
لا يأبهُ الثلجُ إن حملتهُ الريحُ
إلى البحْر
فقط من لا يأبهُ بالمساء و الصّباح
يمكنُه أن يعْبر الجسرَ
و يطمئنَّ في المحارْ
لا يُحاذرُ المغيبَ
و المغيبُ يُحاذرُه
نُضارٌ يفقدُه النهارْ.
ستنهارُ الأرضُ قريبا في رأسي
أسخرُ من قدر قيلولةٍ
تتسلقُ فكرةً
تتناسقُ في كأسي
لا تنتظرْ قولاً يفتح قوساً آخرَ
بادرَ الشّاعرُ ونامَ في الفضَّة البيْضاء
فَصَحَا يعْصرُ اللغة في البَلاط الحلبيّ
و تبخَّر في المجاز
ذكاءُ البشر يتركُ الفُرصة للصّمت كي يسْتنْسرَ
في شجر الطّفولة
عُشُّ عُصفورٍ لم أشاهدهُ قبلئذٍ و بعدئذٍ
مَ الحكمةُ من ذلكَ الصّباح الثلجيّ البارد
تُسرفُ الكأسُ في شُربي
و أفقدُ علاقتي بالزّجاج
أدخُل الدّوخةَ..أرمّشُ كثيراً
و جُفوني لا تحتمل اليقينَ…
تطاير غُبار الحصاة
ماذا تنتظرُ النارُ
في الرّماد
عقيدةُ النّملة تتناثرُ في فوضى النظرة المتمردة
لا تنتظرْ قولاً يفتح قوساً آخرَ
بادرَ الشّاعرُ ونامَ في الفضَّة البيْضاء
فَصَحَا يعْصرُ اللغة في البَلاطٍ الحلبيٍّ
و تبخَّر في المجاز
ذكاءُ البشر يترك الفرصة للصّمت كي يسْتنْسرَ
ضفادعُ الصيف
أكثر جرأةً…لا تأبهُ بالخطوات
في الشّكّ يتمرْمرُ الماء
تنام فيك الرياحُ
لتعصف بعد حينٍ
على نامُوس البحر
تتمرد الأسماء
لن أرغب في أكثر من حضور حفلة النار
و سخرية العصافير
من غبطة الماء
ضفادعُ الصّيف
أكثر جرأة…لا تأبه بالخطوات
أريدُ الآنْ
أن أذوبَ و أشربني
أن أتنفّس جوهر الأشياءْ
أن أتكاثفَ في البصيرةِ
أن أرى النجوم في عزّ الظهيرة
أن أنتهيَ إلى ما لم يغرسْ في العِرَصِ البعيدة
أن أقطفَ ثمرات بلا أسماءْ
أن ألبسَ القامُوسَ الحلةَ الجديدة
لا تنسَ الخناجرَ
قرب الضّريح
لا تنتظرْ قولاً يفتح قوساً آخرَ
بادرَ الشّاعرُ ونامَ في الفضَّة البيْضاء
فَصَحَا يعْصرُ اللغة في البَلاطٍ الحلبيٍّ
و تبخَّر في المجاز
بسيطٌ جدا كالصّباح في يوليو
ماذا تنتظر من صباحٍ صيفي أكثر من شمس واضحةٍ
أكثر من شارع يوزع الخطوات على أقدام متواضعةٍ
أكثر من أسماك تنتشرُ في أغصان المدينة
في عبارة شاعر ينسى نفسهُ في القصيدة
سآخذُ نفساً…رأسي في العنب
تحتاجُ البشريةُ
إلى بحيرة جديدة
إلى جفاف وجوديّ
إلى أقصى قطيعة
لا تنتظرْ قولاً يفتح قوساً آخرَ
بادرَ الشّاعرُ ونامَ في الفضَّة البيْضاء
فَصَحَا يعْصرُ اللغة في البَلاط الحلبيّ
و تبخَّر في المجاز
شكرا
يا شغبَ
العنبْ.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: