من المشهد اليمني .. عراطيط وشعراء .. خارج بيوت الشعر، داخل القصيدة..

عناوين ثقافية 2007

من يتأمل في المشهد الثقافي اليمني اليوم بحياد لا بد أنه سيلاحظ الإرتباك الذي يسود هذا المشهد كمحصلة لارتباكات عديدة تشهدها الساحة اليمنية عموماً، من الحرب الأهلية التي تدور في شمال الشمال بين القوات الحكومية وبين جماعة (الحوثي)، إلى فشل المنظومة السياسية الحاكمة والمعارضة في ابتكار محددات لحوار سياسي ناضج، إلى تعديل حكومي جديد قديم لا يمثل حلاً في ظل النزعة الفردية الحاكمة التي يصبح في ظلها الوزير مجرد موظف ليس من شأنه التدخل في رسم سياسة أو تغيير وضع قائم.

وزير جديد للثقافة

ضمن التشكيلة الحكومية التي أعلن عنها مؤخرا في اليمن غادر خالد الرويشان وزارة الثقافة ليحل محله أكاديمي جامعي متخصص في قضايا التعليم؟! هو الدكتور محمد أبو بكر المفلحي ..
سيتحلق حوله نفس الأشخاص الذين امتهنوا كيل المديح لكل وزير جديد، وستنشر الملاحق الثقافية سيرته الذاتية مصحوبة بمقالات تعتبره مكسبا للثقافة، وسيبحث المحرر الثقافي إياه عن الجذور التي تربط الوزير بالثقافة، ليخلص إلى القول بأن الرجل وضع في المكان المناسب، في حين أن وزارة الثقافة عانت وتعاني منذ أن وعينا أنفسنا من وجود الرجل غير المناسب على رأسها بل وعلى رؤوسنا.
وإذا كان الوزير السابق الرويشان قد ظل يدير الوزارة من منزله في ساعات تعاطي (القات)، ورغم شخصنته للعمل واختصاره للمشهد الثقافي اليمني في جلساء مقيله، إلا أن اسمه سيظل يتردد، على الأقل عند منشدي المدائح النبوية والرئاسية، وعند التشكيليين، وبعض الموسيقيين والفنانين من الذين كانوا يجيدون عزف وغناء الوصلات التي يفضلها..
لكنني شخصيا أعترف بأن وجود خالد الرويشان على رأس وزارة الثقافة كان سببا في تعرفي على عدد كبير من الشعراء العرب خلال تنظيم الوزارة لملتقيين شعريين ساهما في إحداث تواصل مستمر بين الشعراء العرب من الأجيال الجديدة.

بيتان للشعر في اليمن

في مناسبة يوم الشعر العالمي هذا العام اكتشف الشعراء في اليمن أن هناك بيتين للشعراء، بيت الشعر الذي أنشأه عبد السلام الكبسي (على شبكة الإنترنت) وبيت الشعراء الذي أنشأه الدكتور عبد العزيز المقالح (في مكان غير معلوم)
مسميات تقترن بالشعر والشعراء، في الوقت الذي تبتهج فيه القصيدة الجديدة بالعراء، وهي تسكن شاعرها الذي لا يحفل بالبيوت ولا (بالدكاكين) الوهمية.
هكذا ستجد طه الجند وفتحي أبو النصر وعلي الشاهري ونبيل سبيع وإياد الحاج ومصطفى الشميري وعمار النجار وعبد الله قاضي ونبيلة الزبير وعادل أبو زينة (بدون ترتيب).. شعراء حقيقيون خارج بيوت الشعر، داخل القصيدة..

عراطيط تعز
مستقبل الكتابة

هم مجموعة من المتمردين في مدينة تعز التي كنا نسمع بأنها العاصمة الثقافية لليمن، مجموعة يطلقون على أنفسهم اسم (العراطيط!) .. يرسمون اللوحة ويكتبون القصيدة الجديدة والقصة المختلفة والمقالة المغايرة، ويشتبكون مع المكان .. يكشفون زيف اللحظة والأوهام المتوارثة.
ولدوا في زمن تحولت فيه القبلة في اتحاد الأدباء نحو دار الرئاسة، فانشغل الاتحاد عنهم بتتبع نشرات الأخبار المحلية التافهة، في الوقت الذي يتخوف بعض الأدباء الكبار في الإتحاد من جماعة العراطيط فحُجبت عنهم عضوية الإتحاد لأسباب يقال أن لها علاقة بالتخوف من تأثير العراطيط على ميزان الإنتخابات..
عز الدين العامري، ريان الشيباني، فيصل الذبحاني، هشام محمد، أحمد شوقي أحمد، رمزي الخالدي، عمار الجنيد، داود دائل، هاني الفحام، أحمد الوافي، لطف الصراري، صادق غانم ….. (بدون ترتيب) هؤلاء العراطيط يشكلون مستقبل المشهد الأدبي في اليمن عموما وليس في مدينة تعز وحدها.

اترك رد

%d