طعنات خائفة
هاني الجنيد
(1)
ذات صباح مكسور الأفق
كعادته
وأنا أحشد نفسي
لأخرج من سرداب الصمت
المعتق بالحزن
ودموع البؤساء
أطلت من نافذة الشمس
حنين
تتألق سحراً
تزهو بأمانيها
وجسدها يتدلى
فصل ربيع
(2)
حنين
عامان أتسكع في عينيكِ
هُياما
وعلى تسريحة شعركِ
حيث لقيت الليل.. أنام
وأصحو في أدوات الماكياج
قنينة عطر
ملغومة بأفكار شبقة
تعيشكِ روحاً وجسد
هيا مدي
راحة يدكِ اليسرى
لأصب دموعي
عشباً أخضر
وتعانق همسات الحِنَّاء
القلب
ودعي اليمنى
تحمل ماضينا المأزوم
(3)
كدنا من فرط اللوعة
نتماهى في بعضينا
والفرحة تتشظى في عينيها
نجوماً ومطر…
جلسنا عصفورين
نعتصر الحب نبيذاً
وهي تُدلي
عن حب يتمنطقه الخوف
ويختبئ خلف سواطير الدين
العابث فينا…
داهمنا الوقت
كم كان فضولياً
دلف بثقالة دمه
فرقنا
وراحت تمشي
جنرالاً منتشياً بالنصر
فعدت،
“وقد امتلأت عيناي منها
حسناً
فغازلني الناس”
(4)
عامان أستنفر أشيائي
أرتب نفسي
أعيد قراءتها
وعلى قارعة العمر الموقوف
على الدرجة الأولى من السلم
أتهيئ للقادم
من زمن الدهشة
وحين أتى
على هامشه أضعت العمر
فأزهرت الأرض جحيما
ووقعت على وجهي
في قاعة صحراء
أبكي ثلاثاء مقصوف العمر
بنكران خميس جاحد
رُدت فيه بضاعتنا
(5)
في زمنٍ
تصل فيه يد البطش
إلى الطرف الآخر من الحلم
كي تغتال براءة وردة
وفرحة طفل
تغتال مشاعرنا!!
في وطنٍ
يزخر بالفوضى
أعياني البحث عن امرأةٍ
تسقيني
من شفتيها رشفة ماء
كي أهرب فيها…
آه.. يا وطن الكفر
(6)
أي وطنٍ أنت؟
وفيك تموت أمانينا
فماذا أسميك!
وكيف أغني كمارسيل
“إني اخترتك يا وطني
حباً”
وأنت وطن الانكسار
لم تذكرني
وقد هجرتني اليراع
بعيداً
وتأبى القصيدة
إلا أن تسافر خنجراً
يشق صدري
“فأنا يوسف”
ياااا حنين
أناااا
يوسف
يا وطن الخوف
(7)
عامان!!
وأنا
في الدرك الألف من النسيان
أراود جسد امرأةٍ
ينساب حريراً
ويشتعل أنوثة
يتراءى لي أنها كانت
ترضعني الحب
بصوت فيروز..
برائحة الليل
وطعم الفجر
لذا
جئتها زنبقة بيضاء
مفعمة بالغناء..
واكليل شوق
متقدٍ بالجنون
وهي التي قدَّت قلبي
بطيب مشاعرها
لتسقيني من فمها البارد
خمراً….
آه.. فمها شفق أحمر
يتوارى خلف ستار مظلم
(8)
يا هذا الجسد المضرج
بالأقاصي بكاء
عُدت منك مثخناً بالتعب
مفقوء الخاطر
أتثاءب ألماً
أتضور هجراً…
أحمل جسدي المتخثر
أتقيأُ نفسي
على رصيف المقهورين..
أتقيأُ فقري
وذاكرتي المحشوة بأسراب
(9)
حنين
أعذركِ كثيراً
وأنتِ تمارسين عروبيتكِ
العبثية فينا
فأنا من أعطاكِ
ضوءً أحضر
7/2006