ثلاث قصائد: محمد حسين هيثم

بأية أحزان تفتح الرقصة

لا شك امرأة بالباب
امرأة – ربما – تاهت
فاستهدت بفتيل جنونك
أو – ربما –
من أزمنة غابرة جاءت
تحيي وقتاً مؤوداً
تحت سنابك طيش يتقادم
أو ربما
كانت ترقب خطو صباحك
من كوتها
ثم انهمرت
تستطلع بين تضاريسك
حلماً مختلساً
لا شك امرأة بالباب
امرأة وبها كرب
ولها أرب
وعليك توكلها
امرأة تثخنها الريبة
يتلفت – لا شك – توجسها
أو تطرق بابك واهنة رجفتها
ماذا حل بك الآن؟
امرأة بالباب
امرأة !
نح ذهولك
وانهض لملاقاة قاصفة
لن تنتظر امرأة أكثر
هيئ شيئا من غزوات الزمن الأول
واترك لهديل سطوته

* * *

مثل هديل مغموس بحنين
ثمة أحلام ملقاة في أركان الغرفة
ومرافئ سائبة تحت سريرك
ثمة ما يساقط من قلبك:
صناجات زنوج
ورعود
خزف
وقطارات صاهلة
ثمة فوضاك على المائدة المنهارة
والورق المتواثب
أو تحت الكرسي المتسخ
المستوحد
أين ستجلس تلك المرأة ؟
كيف تكلمها ؟
من أين ستبدأ ؟
وبأية أحزان تفتتح الرقصة ؟
لا شك امرأة بالباب
امرأة
بالباب
وأنت تداور
تجزع حينا لفجاءتها
ويفيض هراؤك حينا
– ماذا لو..؟
ولماذا..؟
ها أنت تداور
ثم تداور
ثم تداور
لن تنتظر امرأة أكثر
أيان تهندم أشياءك ؟
أيان ترممك المرآة ؟
و أيان ستفتح لامرأة
ربتما
كانت
واقفة
خلف
الباب

رجل في أقصى عتمته

رجل مكتظ بالصحو
رجل يكمن خارج ليلته
في الشرفة
أو
في الطرقة
أو
في البهو

* * *

رجل بين شوارع وحشته
يتربص
أو
يتلصص
أو
يتوزع بين خلاءات السهو

* * *

رجل في أقصى عتمته
يتصيد حلما
نسجته امرأة
بخيوط الزهو.

 

الأقاصي

القتيل الذي مر في نومنا
والصديق المؤثث بالحرب
والمرأة المزة
والأخوة الطير
والطاولات الشجية
والبحر منتصباً
والهبوب المخبأ تحت حوافرنا
والملاك
كلهم عبروا
عبروا في الأقاصي
بعيد التخوم
على طرف السهو
بين الشراك
كلهم عبروا
عبروا
لا عراة
فنسطو على نأيهم
لا غزاة
فنغسل أرجلهم بالحنين
ولا يشبهون الأغاني
فنذرعهم بالهلاك
كلهم
عبروا
كلهم
عبروا
مرة
كلهم
عبروا
مرة
من
هنـاك.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: