غزة

فلورندا أبو رزق

ماذا تبقى من سنابل القمح
في شمس الأفق ؟
والموت يحصد العيون النائمة
كأطلال الخريف
البحر يلفظ أسماكه
وغزة تنتحب
الفجر الهارب
من انكسار اللحن الحزين

* * * * * * * * * *

لا شيء
يطوي الحلم
سوى صور أشباح
تطارد
وردا
وقمرا
وتقصف الأماني
في ساعة الدم الرخيص

* * * * * * *

لا شيء
ندفنه في كبوة الزمن
سوى أشرعة تكسرت
عند
قبضة الريح
على خفقان القلب
في ومضة ضوء شاردة
من لعنة المكان

* * * * * * *

لا شيء
يطهر المدينة
من
عبث السحرة بأروقة الحنين
وتسارع الظلام
إلى مخادع الأوهام
ينسج العنكبوت
خيطا
فخيطا
ويموت الراوي
صوتا
فصوتا

* * * * * * * *

لا شيء
سيكتب هيردوت
عن الذبح البربري
وموت المدينة
وضجر التاريخ
من الأرقام
والضحايا
مسافات الجسد ما عادت كافية
لألف رصاصة ورصاصة

* * * * * * * *

ماذا تبقى من سنابل القمح
في شمس الأفق ؟
والنار تشعل ضفاف الذكريات
والخرائب الصماء
تفتح الأبواب
وتصيح : هل من مزيد ؟
وغزة تسامر رملها
بألف حكاية وحكاية
وترقب
في مرايا الغد
صهيلا
وجسرا.

اترك رد

اكتشاف المزيد من عناوين ثقافية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading