رّبَّةُ الغَابَات

عبد الكريم هداد

…. ،
ويَسيلُ طُولُها
ظِلاًّ أخضَرَ
كَمَا يَحْتَضِنُ الله
كَوْنَهُ البَعِيدْ ..
هِيّ هَكَذا
رّبَّةُ الغَابَات ،
يطَوقُها بَنَفْسَجُ الدِفءِ
ورَيْحانُ المَواعِيد
حِينَ غَافَلََتْ وَحْشَتي
راقصَةًً ..
غَطّانِي نَرجسُ جفْنَيْها ..
فَذَوّبَني مَوْجُ نُحُولِها .

تُشَارُكُهَا
غَيْماتُ التِفَاح
والفَراشُ والرُمَانْ
فِي الخُطْوة الأولَى ..
مِثْلَمَا يَأتِي النَهارُ
صَيْفاً
مِثْلَمَا الفَاخِتَة تَفِزُّ
صَبَاحاً
تَنِثُّ زَوايَا الصَمْتِ
خَدَراً طَرِبَاً ..
هِيّ الكبْرِياء العَالِي
وأعْلَى مِنْ فَضَاءِ أصَابِعِهَا
وأقرَبُ مِنْ مَطَرِ نَهْديّهَا
الصَغيرَيْنْ .

وحَينَ نَامَ العِيدُ
بَعيداً عَنْ يَدَيَّ ..
أهْدَتْني مَخْبَأَ العَصَافير
وحَنينَهَا ..
عَلَى مَدارِ خِصْرَهَا
النَاحِلْ
وأنَا الذِي أخْتَلِسُ رُوحِي
لأرسِمَ لَهَا
بَعِيداً عَنْ نِساءِ دَفاتِري
لَهْفةَََ الأسْرار
وأبْراجَ النَجمَة .

وهِيّ الغَافيَة
فِي عِشِ أحْلامِي
وحِواراتِ حَديقَةِ عِطرِهَا .

أتَنَفَسُ بُحَيْرَةَ لَوْنِهَا ،
راقِصَاً
أشَارُكُهَا
إيمَاءَة قَميصِهَا .

هِيّ النَدْيَانَة
وفيهَا مِنْ الدِفءِ
بِلاد
حِينَ تَعْزِفُ الكَمَنْجَة
تَحْتَ ضَوءِها
(شَرْبَتْ ) البُرتُقال
ونَبيذَ التُوتْ ..
كَحَبَةِ النَدَى
يَسِيلُ طُولُها
ظِلاًّ أخْضَرَ
…………..
…………..
هِيّ رّبَّةُ الغَابَاتِ
وحُدُهَا
تَدخِلُ القَلْبَ
وغَابَاتِها.

اترك رد

اكتشاف المزيد من عناوين ثقافية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading