نشــــارةُ عمى
سهام جبار
لن أكون
هكذا قد تقرّر
أنا مع الظلمةِ
وللضوء الأكاذيب
الوجوهُ المتحركة
وصمتي الثابت
بوشمِ الحزن
والوقتِ البصيص
بالبحر المزاحَم
بزبدٍ لاهث خلفه
بالأرض المكوّرة غنيمةً
لانسلال الكون عنها
لتركِ كلِ وجود فتاتاً
وقد أعدّ هذه الوحدةَ
الواحدةَ الطويلة
قد أجمِّعُ تاريخاً
وأرتِّب وعوداً
وأُلحق باسمي الواحد الوحيد
سلاسلَ من ملاعب وخطى
وطيوراً من هربٍ
وبالوناتٍ الى سماء
تلوّنني بالكلام
هو ذا الكلام
يحلّ محلي
ويعيد رصِّ الفتات الطويل
طريقاً .. أكاذيب
سروجَ أغانٍ ملوّثةٍ
إذ كيف سأعصبُ جسدي وأنام
هذا الهابط من نهاره
دون بحارٍ ولا دلافين
هذا الدائر حول حبرٍ سائل
دون محار
وكيف أنزع عني انتظاري وأنام
هي ذي الشمس سائحةً من عينيّ
تنظر ذائبةً
السؤالَ الصلد
يخبّئه النومُ أحلاماً
يعلّبه السرير الباردُ
لحماً مقدّداً
هكذا قد تقرّر
للأزقةِ ضفائرُ صعودي الى القمر
ولي النومُ في العلبةِ
تُلصّقني العصورُ أضواءً
أيتها البنايات الشاهقة
وقد حللتِ محل جبالي
أوتادي عيدانُ ثقابٍ
تدخّنها طريقكِ
حقائبَ حقائب
الأرديةُ المجفّفة
جسدٌ قديم
هبطتْ عليه الأصواتُ معدناً
لعلي فزاعةٌ فلن أكونكِ
وعيني ما تزال سجل حريةٍ
يتقيّدُ بالنظر
لذا الزوايا تلتفّ عليّ
والحجور تنهضُ عني
فدعيني
أكسّر الأجنحةَ
وأقومُ عني
للظلمةِ تدرّ حليبَها
تلمّ عن البحر
عباراتٍ غائصةً بالتذكر
وزبداً لاهثاً بالشقاوة
للصمتِ نشارةُ هذا العمى
وعواء
وللوقت حشرجة التواريخ
25/12/2006