بارِدٌ..هذا المساءْ..!
زكي شمسان
(1)
باآآآآآآردٌ … هذا المساءْ..
وَ دَمِـي العــارِى
– كَـ وَرْقَـةِ تُوت ٍ شـــــارِدَة ْ –
مُثـْـخَـنٌ..
بِـ الرَغْبَةِ العَمْيـــاءِ..
بـ الطـُرُق ِ التى..
لا تَسْتَرِيحُ على فـَضَـــــاءْ.!
مَنْ ذَاْ الذي..
سَـيُـصَـدِّقُ المَثْلُوجَ في هَذِي العُصُورِ البارِدَة..؟؟!
لَوْ يُقْسِمُ بِـ الدِفْءِ المُقَدَّسِ ..
أَوْ بِـ أَبْخِرَةٍ.. مِنَ القهْوَةِ تَسْحَبُها..
عَقَارِبُ سَاعةٍ مُرْتَعِدَهْ..!
:- أنَّ إِلَهاً طازِجاً فِي وِسْعِهِ
أنْ يَخْرُجَ مِنْ طِينِ الأَزِقَّةِ بَعْدَ سَاعَهْ!
لَوْ يُقْسِمُ مَوَّالٌ..
أضاعَتْهُ الأغانِي وَ الغِناءْ
بِالفُلِّ وَ الكاذِي.. وَبِـ البُسَطَاءِ في المَقْهَى..
وَ بِـ اللَّوْعَةِ في صَوْتِ المُغَنِّي مُعْلِنَا:-
أنَّ الحَبِيبَةَ..
تُشْعِلُ النارَ على بُعْدِ ثَوَانٍ مِنْ هُنا..!!
لَوْ يُقْسِمُ الغارِقُ في طِينِ الزُقاقْ
بِـ بَخُورِِهِا العَدَنِيِّ..
حِينَ يَضُوعُ مِنْ أضْوَاءِ نافِذَةٍ..
كَـ خيْط ٍ دَلْدَلَتْهُ لِيَ النُجُومْ
( وَ وَرَاءِ بَابٍ مُوصَدٍ – لِـ التَّوِّ- يَوْمَ لِقَاءِنا
مِنْ نَحْرِها ضاعَ على تنَهْيِدَةٍ..
في جَوْفِها ضِعْتُ أنا..! )
:- أنَّ النجومَ بِـ قَبْضَتِي…
لَوْلاَ هَبـَاءٌ بَيْنَنا
لَوْ يَصْرُخُ المَصْلُوبُ
في هَذِي العُرُوقِ الضَيِّقَةْ :-
أنَّ المَدَى ـ كلَّ المدى ـ فـَخٌ
وَ عَيْنَـيْ كلِّّّ مَنْ تَلْقاهُ حَبْلـَـيْ مِشْنَقَة ْ..
(2)
بـــــاردٌ .. هذا المســـــاءْ..
وَ دَمِيْ تَحْتَ المَطَــرْ..
مُسْتَنْقعٌ لَيْلِيّْ ..
تُرْهِقُهُ الضفــادعُ وَ الهَوَامْ
مُسْتَنْقَعٌ لَيْلِيّْ
مُنذُ الظُلْمَةِ الأُولَى
يُفـَتِّشُ – كمْ يُفتّشُ! –
عنْ قـَمَرْ..
كيْ يَطْفُوَ الكونُ على عَيـْنـَيْهِ
ســاعة َإذ ْ يَنـَــــامْ..!!
(3)
بـــــاردٌ.. هذا المســـــاءْ..
وَأنا هُنا جِرْذ ٌ…
تُحــاِصرُهُ …
وَطاوِيط ُالكهوفِ المُنْتِنة ْ..!!
يا أيــُّـها الوَطنُ المُحَنَّط ُ
في توابيتِ البُكــــــــاءْ..!!
قـُلْ لِِـ انْخِطافِ السَوْسَنة ْ:-
هلْ أتيْنا هذهِ الأرضَ
لِـ نَنفُخَ ـ بـِ دَم ِالآهـــاتِ ـ
أوداجَ السمـــــــــاء ْ..؟؟!!
هلْ أتينْاها لِنَبنِيْ
هَرَمَ الحُزْن ِ الذي لايدخلُ الضوْءَ إلـَيْه
غيرَ يوْم ٍمُستحيل ٍ
مُستحيل ٍ…. في السَنـَة ْ..؟؟!!
هلْ أتيْنَاها..
لـِ نَمْلأَها ـ كـ آلافِ القــَوَارِض ِـ
بِــ الحُفـَرْ…؟؟؟؟!!
هَلْ أتينْا..
كيْ نُخَفِفَ عنهُ أعراضَ الضَجَرْ..؟؟!!
………..
وعلى صدري أنــا..
تسألُ رِجْفـَة ْ:-
هلْ أَتَى هذا المَسَا ْالباردُ
صُــــدْفة ْ…؟؟؟!!!
(4)
مُرتَجَلٌ..
هذا المســـــاءْ..!!
أيـُّها القَبْوُّ الذي أصبحَ ـ صُـدْفة ْـ
وطـَنـاً..
لـَهُ – كَـ بـَقيـَّّةِ الأوطان ِ –
أرضٌ..
ونشيــد ٌ.. وَ لِــــوَاءْ….!!!
سَـــــــانِحٌ
هذا المســــــاءْ..!!
أيــُّها الوطنُ المفتوحُ
والمُغْلَقُ في آن ٍ… كـ فُرْصَة ْ..!!!
لـَزِجٌ…
هذا المســــــــاءْ..!!
أيــُّها الوطنُ النـــاشِبُ
في حَلْـقِي.. كَـ غـُصَّة ْ..!
مــــاكِرٌ…
هذا المســـــاءْ..!!!
أيــُّها الوطنُ المنصوبُ في أحْلامِنا..
مثل شِبـــــاكِ العنكبوتْ..!!!
داعِــــرٌ…
هذا المســــاءْ..!!!
أيــُّها الوطنُ العارِيْ
– كَـ عاهِرةٍ تُجَلِّلُها الشراشِفْ –
رغمَ ما تَخْصِفُ.. مِنْ أوراق ِ تُوتْ..!!
:- ( أَ يَنالُ دَمِي العارِي
وَ لَوْ…. قـَبْوَاً…
تُؤَجّــرُهُ القواِرضُ والزَّوَاحِفْ؟؟!!
كيْ تُشاركَنِي الحبيبة ُفي المُضِيّ..
نَحوَ تفجير ٍصَغِير ٍ .. نَوَوِيّْ..!!؟؟ )
(5)
وَطَنِي المُعَلَّبُ بِالحلُول ِ الجـــاهزهْ:-
أنا لَسْتُ أطلبُ مُعجِزَة ْ!!
وََطَنِي المُفَخَّخُ بِالفـَتـاوَى المُــزْمِنَهْ:-
ـ أنا لستُ أوّل (صابيءٍ)
يبحثُ عن فُرصَتِهِ في الإخْتيارْ..
بينَ شتّّى منْ ضُروبِ الإنتحارالمُمْكِنَهْ!!
ـ أنا لستُ أوَّل شـــاعر ٍ…
يطْمَحُ في حقّ الزَفيرْ…!!
ـ أنا لستُ آخر عــــاشق ٍ….
يحْلُمُ في فُرْصَتِهِ في أنْ يُجَنْ..!!
ـ أنا لستُ أوَّل طالبٍ يَطْمَحُ أنْ يَملأَ دفترَهُ النظيفَ بِمَا يشاءُ
مِنَ الخَرَابِشِ وَ التَثَاؤُبِ وَ انْدِلاقاتِ العَصِيرْ!!
ـ أنا لستُ أوَّل وَرْدَةٍ…
تبحثُ في الصحْراءِ عنْ واحَتِها المُناِسبةْ…!!
وَ أنا … أنا ..
ـ أنا لستُ أوَّل عابرٍ ..
يَمشِي وَيَحْلُمُ أنْ يَمُوتَ لِـ أيِّما سبَبٍ..
سِوَى هذا الرصاصِ الطائِشِ الأغزرِ
مِنْ خَيْباتِنا..
وَمِنَ الرُؤوسِ المُتْعَبة!!
وَ بَعْدُ.. يا أرضِي السعيدة وَ البعيدة وَ القعيدهْ :-
أنا زهرةُ الشمسِ التي
باتَتْ تُفكِّرُ أنْ تُبَدِّدَ ما بَقَى
مِمَّا تَيَسَّرَ مِنْ حياةٍ ربَّما يَدْهسُهَا
أيُّ شِجَار ٍ بيَْْنَ خنزيرَيْنِ في أيَّةِ لَحْظَةْ..
في أيِّ شُغْلٍ تافِهٍ آخَرَ
( يُعْطِيها المُبَرِّرَ لِـ الحياهْ )
غيْرِ دُوَارِ العُنُقِ المُتَصَلِّبِ اللاَّهِثِ
في أعقابِ شَمْسٍ لا تَرَاهْ.!!
وَ قَبْلُ ..
يا أرضَ القبائِل ِوالقنابِل ِوالشُيوخِ المُرْسَلَهْْ:-
أنا لسْتُ أوَّل قنبْلُةَ ْ..
أسبابُها شخصيَّةٌ..
شخصيّة ٌجداً.. وغامضة ُالنوايا..
في عُيُون ِ الآخرينْ..
حِينَ يُدَوِّي الإنفجارْ!!
لاشيْءَ أكْثَرَ.. ليْسَ إلاَّ..
رغبة ٌ طِفليَّة ٌفي الإنفجارْ!!
في الإنفجـــارِ متى تشـــاءْ!!
يا أيّها الوطنُ المســـــــاءْ!!