كل شيء كسابق عهده

محمد محمود الزراري

تعبت الشمس من سد الفراغات
تعب البحر من مطاردة اللهو
ثمل الموت من كأس القهوة الكبير
أعادنا الأمل الى صرخة الولادة
بعد أن رأينا المعرفة تنظف حديقة عامة
ثمة رجل كشف بهاءه على الأشهاد
لم يعد ينتظر إمرأة تخبئه لحزن محدد
لم يعد يستطيع القول بمرادفات أكثر اتساعا في حلقه
لأن الرجل قد تحول الى رجل سابق
يستخرج الصواب من الخطيئة
لأن العقارب تدور
ليلتقي الأمس مع الذكريات على المائدة.

كنت احلم على رأس القلم
اُفكك تباريحي الهيروغليفية
القاع قد يكون اسفل الوادي
حيث الاشجار الهرمة
لكن ما قتلني الآن هو حذائي على الارض السهلة
ما عنّ لي هو ان أشهد شيئاً مماثلا شبه الموت
لكن المعجزة لها مخلب صادم
فطوبى لليأس الذي يسقط السنابل
طوبى للحذاء الذي يأكل حجر البازلت
طوبى للرأس المنبسط على فكرة القاع
تعي أنك تكرر نفسك في قصيدة اخرى
في قميصك الكحلي
في اجتماع لقراءة الحال
تعي أنك تكرر موتك على السرير
تركت العلة ثابتة في المسمار
تعي انك شبه مهووس بتصادم حجرين مع بعض!
تعي ان اليوم في منتصف يونيو لن تزيد درجة تفاؤله
تعي ارتياحك أنك تنظر الى آخر الشارع
أنك تخبئ في غرفتك قطعة الكيك
تعي الحياة بدون ما غيرها
تعي أنك أكرم من معطف بالٍِ
حين اضعت نقطتك السابقة

أسباب

تفسد الغيمة اذا مرت على البلاغة
القصيدة لن تسمع داخلها
اذا لم يواقعها فتحي ابو النصر
هكذا الفجر يبقى منحطاً بدون
همهمات الصنائعية الاولى
النهار ملأ جناحه بشؤون
عُـّباد القمر
لن ابحث عن تفسير لكلمة جداً
اصبح رأسي قريباًمن صدمة الممكن
قدرت انها حذاقة الباب في اُذن الواقف
سيصبح الشعر محتل إذا لم ترتطم
الكلمات بعيون الرؤيا
سيفسد اللبن اذا تخيلت الفنجان في يديك!
لن تقودك العربة الى آخر الطريق
تضيئ الشمعة لأن الخير يحترق
تنهمر الامطار لتلتقي المسافة
ربما عرفت سر لحية فيدل كاسترو
فقارنت العمل بالمغيب
سيظل الامل ثقيلاً لو لم نتنازل عن قليل من التراب
ستُفضي المآلات الى تطـَلع باقي العظام
لن يقفز البحر على صوت فيروز
قد لا نبكي اذا ما استشعرنا ديك التمهيد
من المؤسف ان يلمس الحجر الاسود كرش المتخم
سنعد حتى المئة
لتجميد الحيرة
لن يظل الطفل وامه تؤكّله الاناشيد
لن يبلغ النهر ورفاقه كثر
هذا عندما سمعت “مقادير” بصوت طلال مداح
فكانت خطواتي متباعدة كأشواق ايوب طارش
لن تأتي المرأة من كتاب العقد الفريد
سينتهي العالم حين ينتخب الفرد الله
لن يتأكد الليل من شال الحلم البريء
تعطش الحياة اذا غاب الموت
تأكلنا الخرافات لأتفه الاسباب

ذات

سامِح الوطن الذي كرر قبرك بدون شاهدة
اتركه نصف بيت من الحب او من الشعر
وقل:
الازهار تُنـظر خارج بستانها
إستخدم لكنتك للتعبير عن النسيان
يمر القبر بجوار القبر
ولا يخدش التأويل
يكبر المنفى بلا أشجار ميلاد
تظن الفقد عكس اليوجا الى سهو ضال
إقلبة مثل وجه العملة المعدنية
فأنت لا تعانق سوى الراحلين
إمنحه حق العادة السنوية لأي إحتمال
لرؤية باب ما
يقصف الكتمان مهاجع الواقفين
ينشر الضحى الارض من سرتها
تكتشف ثغرة صوتك
داخل الرياح
بنا غريب صدره من قلق النقطة
خارج جسدك الوان يمكن معرفتها
الوطن الذي كنت تظنه أكثر من دور أرضي وحضيرة للابقار والماشية
الوطن الذي قدم قصيدتك على انها سائحة صيفية
يحق لك ان تنظر
لنورس يهبط ولا يزاحم جناحه
نصف الوطن مميت بالضرورة
كما هي الاحلام المتورمة على جذع نخلة.

ألبوم

صورة للرجل وهو منقلب على احلامه
صورة للشارع في حزنه الكهربائي
صورة للأوهام وهي بكامل اناقتها
صورة للفجر داخل غرف المعيشة
صورة لأبي الهول وهو يبكي
صورة للمرأة وهي تجني البن
صورة للبحر في سينما المفقود
صورة للغربة في بيت الشاعر
صورة لأشباهنا من الطين
صورة لكلمة مساء الخير
صورة لحنين مثقوب بالمسافة
صورة للفرح فوق واو الجماعة
صورة للجملة الفعلية نائمة فوق هدبي طفل
صورة للوجود تحت مخدة مراهقة
صورة لأبي يدخل الدار
صورة للحرب وهي تغسل جسدها
صورة للحائر وهو نائم
صورة للسماء وهي لا تكفي مساحة البلاط
صورة لجدي وهو يقلم اظفاره
صورة للغباء وهو يسجل هدف التعادل
صورة للريح وهي تدحر الفيزياء
صورة للألم مقاس 4 في 6
صورة للكهولة وهي تحتمي من حساسية الورد
صورة للإبهام وهي تؤكد هذيانها
صورة للبعيد وهو يداعب شعر هامته
صورة للكلمة وهي تفجر معرفتها
صورة للذهن حين يعمي بالجمال
صورة للجدار وهو يتخشع من هيبة الوضوح
صورة للمنفى وهو خال
صورة للهزيمة فوق السرير
صورة للتعب على حصيرة الخزف
صورة للخفاء وهو يشرب شرعيته
صورة للنهر وهو ينكفئ على دمه
صورة للصلاة وهي تصعد
.صورة للأبد وهو يسهو

مشي

حسناً يا ادجار الن بو دع
المحراث وشأنه
الهذيان رأى نجمة في الليل فقال عنها ماسة
لا تقف وراءنا ايها الصعلوك
تريد الحيلة أن تأتي من الخلف أيظاً
طائر النساج كان بطيئاً اليوم
في اختيار بيته
يريد أن يأكد من صدق عصفورته
لو افترشا جناحيهما لأطول فترة
حتى الغبار سبق غريزته بالتشاؤم
قد ينهار ريق القصيدة على القصيدة
سنذهب
لنكتشف حبالنا الصوتية
لن يكون هناك عارض أكثر من النسيان
الطرق معبدة كرر المهندسون جملتهم
بإحتراف فائق
يبقى ان نثق بالأسلاك
حتى يتم إخراجنا من داخل جواب الشرط
لمَ يكثرون من النباح في هذا الجو الحار
يريدون ان يخدعوا سنارة التعاسة
بالرغم من اننا نبتاع كل يوم أكلنا من السوبر ماركت
عليه ان يفكر قليلاً بمعنى صندوق القمامة
لا بأس ان نخمّن
أن الريشة أخف من لغتها
هكذا سندرس حالنا على الماسنجر
من سيكتم ضحكته داخل جهازه العصبي
سيتحرك البحر خشية ان يراق عماه
سيندهش المجنون من رفّـة رمشيه
لا أحد يستطيع ايقاف الشعر عند حده
لا احد يستطيع أن ينقد الطير ولا طيرانها
الحقائب ثقيلة,, المسافر
لم يتخلص من سطوة القرية ولا جبالها
نفَسُنا سيمتد الى ان نصيد
قشة ترفع الرؤيا
حسناً.. سنهتم بالواقع
اذا استشعرته الاسنان
قلوبنا الجوانية لم تترد ان تبقى داخل الفيلم بلا ترجمة.

اترك رد

اكتشاف المزيد من عناوين ثقافية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading