وجع الرصيف

عصام واصل

الاهداء: الى الصديق العزيز طه الجند متعبا على قارعات الوطن ……..

السماء استدارت
وأبوابها أغلقت
وتشظت جميع المآذن
تاهت جميع الدروب
وأنت تجمع أشلاءك البائسات وتهذي
على ورق متعبٍ وتغني :
(( اذا الشعب يوماً … ))
ولا يستجيب القدر

****

عرفتكَ منذ عرفت الجنون
تراودك الأمنيات
وتهواك أحلامك العاثرات
عرفتك مذ كنت طفلاً
تعذبك الغربة المزمنة
عرفتك ….
تسال عن كل شيء
وتبحث عن بطن أمك
وتنثال روحك نحو الغموض
تفك طلاسمه المرهقات
عرفتك منذ رأيت البلاد يعاشرها الجوع
فوق الرصيف
وأنت تصفق
تزمل
ترقص
تبكي…
ولا يستجيب القدر

****

وجدتكَ
هل تتذكر ؟!
مثل الذبيح وحيداً
بلا وطن يحتويك
نفتك المنافي
جفتك الدروب
وشاخت على راحتيك الرؤى
والهموم تراود قلبك عن نفسها
وتؤرشف أحزانك الذابلات
وتمسح وجه المرايا التي علقت
في شفاهك
حين ضممت الوطن

****
……..
……..
واعشوشب الليل في جانبيك
وحين أتيت الى داخلي
مسرجا بالهموم
وروحك مصبوغة بالضياع
تفتش عن مرفأ يحتويك
ويغسل عنك الخطايا الكثيرة –
جاءت الى داخلي غربة
وبكت نخلة الروح في أضلعي
وتأبط قلبي دموعك
واقتسمته المنافي ونادت :
……
……
ن
ا
د
ت
……
……
وما من أحد

****

كانت الأرض عامرة بالخراب
وأنفاسك الصفر توقد فيها الشموع
وتبكي
مع الزهر حين يجيء الندى
منهكا
دون روح ودون عيون
وحيدا ……
يجدف فوق الرمال الحزين
ويلهث
صوب المدى بانكسار عميق
تشرََّب بالكحل حين تكحل فجر الغريب
بليل من البؤس
واتكأت روحه – حين ألوى –
على جمرة
من حنين السؤال المشتت
في جنبات المقابر.

24/7/2006

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: