عزاء البساتين الحزينة

إلى أيمن اللبدي

عائشة الخواجا الرازم

حين تنتظر البساتين سيدة الحقول

في الفجر … !

وحين تطيل الانتظار

حتى شروق الشمس الواسع

ولم تأت بعد !

وتسأل العصافير المتطايرة

هنا وهناك في البرد

ما الذي قد أخر سيدة البساتين

الطويلة الجميلة العملاقة ؟؟

وما الذي قد سد الدرب

في وجهها الأبيض الباسم القمر ؟؟

ذاك الذي يملأ موسيقى

وأهازيج على ثوب ام الشباب

المطرز بالأغنيات

والتراويد الناعمة النازفة ؟؟

أهو الجدار المرتفع حد الجراح

في وجهها ؟؟

أم الجنود الزارعون

ف في قلب الديار ؟؟

وحين تندب الصخور نفسها

ولا جواب

حينئذٍ … ! ! !

ستنقلب الشجيرات على رأسها

وتتناثر الجذور بتربة الوطن

النافر إلى أعلى الكون الصباحي النبيل ! !

ويصرخ الزارعون لانقلاب

الأرض في وهج الفضاء ! !

رباه أين أجمل الزارعات الحاملات

على رؤوسهن الأرض والشجر والزيتون ؟؟؟

الأمهات ؟؟؟

لتتم دورة الشجر والتراب والبذور

ملقية بالثمر الناضج على تراب الأرض

صارخة بلطف الشروق على أرض الدماء الباكية

وتهمس بالورد الأصفر جاءت… !

لتنحني على الأشواك بقبلة الصباح

وتنثني على التراب غارسة

فأسها الذهبي الرفيع القد

ولا تذوي من فرط انهمار الدموع

ولا تتثاقل لشدة الهموم ولا تخطط للرجوع

ففي الأرض تراب يهب بالحنان والرمان

والأعناب وأكناف التين

والزيتون … !

وزيت الوطن النابض بالصبر والصبار

ويحمي البساتين الواقفة

على حدود الوداع

لوجهها المضيء بالأمل والانتظار ! !

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: