طاكِسي

محيي الدين جرمة

في لحظة شرود مذهلة
– بعد القات –
أ طاح سائق ” الطاكسي”
بالعمود الثابت
كجدار معسكر .
العمود سقط اذا ً .
انحناءة كاملة هذه المرة .
سقط العمود
لكن الضوء لم يغرب
على الاسفلت .
انكسر زجاج النيون
لكن الضوء لم ينكسر .
كما لم تنكسر بعده ظلال
ولا شجرة .
او يُحتطبُ نهارٌ ولا هواء .
الضوء لم ينحن ابدا
ولم يكذب .
في اللحظة نفسها
والشا رع الذي عادةً
ما تفتح فيه مغسلة” الأمير” البخارية
ابوابها للزبائن .
المغسلة التي وضعت فيها ثوبي الأبيض
بصفة مستعجلة منذ اسبوع
غير انني لم اتذ كره سوى هذه اللحظة
لحظة سقوط العمود
التي اضاءت ليل الاسفلت
كقصيدة نثر .
كما يُحررُ ضوءٌ عتمة ً
من السير باتجاه سعادة “رجل” وا حد .
مهندس” اطارات” محمولا :
على رافعة ادارة الصرف ….
يُحرَّض المُرُور لاحتجاز السبب
في اسقاط العمود
الذي تهاوى في هاويته ِ .
فيما بقي ضوء على الاسفلت
في عتمة المشهد
لم ينطفأ زيته ُ
او ذبالته .
ليمر الناس بسلام الى بيوتهم .
لتصغي طفلةٌ لعصافير حقيبتها
وتلامس بصوتها
ضفائر الماء .
وسلالم المدرسة .
اسمعها تقول قصيدة
بعفوية وطهارة :
” كلهم يعرفون الطريق
الى بيوتهم الا انا ”
كضوء ٍ يحرر طين بيته
من السَقف وأرَضة الكتب .
يمسح جبهة الماء
من غبار ٍعالق ٍ في الدرج ٍ
و خشونة ٍ في غُرف الدخان المُعَلب .
ومن أسِرةٍ تنام علينا
وصمتٍ يتأملنا كجثة .
الدهشة مُستمرةٌ .
غير ان موظف ” الاطار”
مازال يثبت الصورة
في جدار آخر .
ليبدو العيد ربما
اكثر اناقة من الشا رع
واقل غباءً منه.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: