ثلاثية الاختلاس .. منال الشيخ

1- اختلاس جسد

انه اللونُ ذاتهُ
والطابورُ الصَباحي لا يمحي الفضول
بدأتُ أشمُ حيازتِكَ
خطوةً ربما أدنى
عالماً ربما أبقى
ستاراً ربما غشاوة
ولكن هل نستطيع الآن
أن نُفرغَ لمساتِنا
في قيدِ وجودك
وهل سَنَحلُم أن نتعشى
على المائدةِ المُستديرةِ
رُقاقاتِ غيبوبة
دون ان اَسحبَ منديلهُ الأبيضَ
أُوثق بهِ .. موتي كلهُ
لا تلمسْ الروحَ
فليسَ ثمة باقٍ
الكلُ على جسدي عابرٌ
يطبعُ ختمَهُ الأبدي
ويعلقُ أيقونَةَ الأبديةِ
المحفورةِ على رقبةٍ نسيت
رائحةَ القبولِ
وزخارفَ الحياةِ
تتلألأ على ذيلِ هبوطي الاضطراري
متبنيةً حلولكَ فيَ
بلا تعجيز
سنقفزُ فوقَ تراكماتِ الأرقِ
وتهافت أنفاس الإبادةِ
نحو حياةٍ لا تقبلْ
وخلوةٍ لا تكتملْ
إلا بانقيادِ الأئمةِ على حافةِ الجسرِ
…….
تخيلْ أننا لن نعود
لن نجاري هذا العزوف
القلبُ يخفقُ طغياناً
وحالُ العناقِ يتردى
لم تعدْ تلكَ المجسات فعالةٌ
الرجفةُ تآكلت بالسراب
و الأرصفةُ تمايلت براكبيها
اِحرقْ هذا الفيضَ
واخمدْ النائحات العالقة
وضمخْ دمي برذاذِ موتكَ
هل اقترفتُ الحكمةَ ..
فأوجعتُ صدى السنين
يخالُ أني أنتْ …
لم يبقَ على وجهي
سوى عبقِ انحلالكَ
نتحدى مثلَ الأنين
ان ينطقَ بالخلقْ ..
ونُبدعَ هذه الهفوة
ونُفْلِتَ هذه الاِضمامة
لنولدَ بعد قرن
كي نبحثَ في وول ستريت
منْ يصرِف وَرِقِنَا هذا !!!!!!!

2 – ما لمْ نَعِشْهُ , نُقرِضُهُ…

تخَافُتاً
وتزامناً معي
اُوَجِهُ هذا المعصم
نحو شرقٍ آتٍ
ولكنةٍ حديثةِ الولادة أورِثها
لخلفاءَ بعدي ..
مشطْ الأرواح وسَرِحها
في فضاءَات ليلٍ اُرجواني
نبضي ونبضكَ على محكِ الزعيق
وهذه الخطوة المخذولة
لما تزلْ تستجدي الإعياء
لتتملصَ مِنْ رمي خطوة أخرى
نحو أبديةٍ صماءْ…
اسمعُ جيدا مع تنبؤاتي كلها
واطحنُ أحلامَ الطفولةِ
بأضراسِ ساعاتِ الهواء
لا فارسٌ يظهر
ولا مراوغةٌ تجيء
الجلدُ ميت
والنظرةُ طافحةٌ بحقدٍ غريب
وإيماءات الجسدِ مسترسلة
نحو غدٍ منتحر
وماضٍ غائر في أعماقِ الصدى
أقفُ معصوبةَ الحظ
لا بياض يلتقطُ بأنفاسهِ
حبات آلم …
أو يحصد وخزة مضيئة
ليوقظَ هذا الجمود
هذا الجمود
يعبثُ بأسمالِ أمسى …
ويُخْمِدُ عناقاً نَما على عُنقي
دونَ جلاد … ودونَ مُحاكم
……
ابلغُ ذرا ، مبعثرةً سنينَ الغياب
ألجُ من قُبةِ مدينتك
اعدُ الأناملَ التسع
أضمُ الأخرى وجبةَ فراق
فهلْ ناديتَ يوماً بأسمي
أم ان سمائي لا تمطرُ خيارات
ويبقى إمضاؤك مهماً
ويبقى دلوكَ عالقاً
ما دمتَ تضمُ في روحي
عملاتكَ المعدنية الثلاثة

3- تراشق الأوطان

تنقَ
وتلقَ رفاتَ الأوطان
لا بابٌ ندخله
ولا سماءٌ تمنَحُنا لحظةَ ولوج
معلقةٌ تلكَ المقابر
ومغبرةٌ صناديقُ الافتراق
لا تُلقي بقوةٍ نَعتِك
وتمهلْ .. حوافرُ الجبالِ غيرَ انفِ الجَمل
التصقْ قدرَ المُستطاع
وتعالى إلى جبٍ أليف
وانكثْ عَقدَ الأراجيز
ثمةَ إيراداتِ غدرٍ مُماثل
ينتظرُ في يديهِ قصعةَ الجندي
يغترفُ خبراً.. يقضمُ عنوانا
ويصنعُ يوماً
لا ندرجهُ ضمنَ الأوسِمة
لنُعَلقهُ طريقاً مؤجلاً
مع إغماضِ اسمٍ آخر
هناكَ على عمودِ الحلول
وإيرادات غيابٍ عتيق
حاولَ ان يقاولَ المشهد
سقطَ جدارُ سنحاريب
وقهقهتْ كؤوسُ الألم أمام الثُلة
فتلقى ارتقاءَه المُريد
واحتدَمَ عليه طَعْمُ الحياة
لم يجدْ فرصةً لإيلاجِ البقاء في فناء العمر
سيحملونهُ بلا عزوفهِ عن الغد
وسيحكمُ انفلات التابوت
ليغادرَ حقيقةً آسنة:
هو الذي لمْ يرَ شيئا

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: