البحث عن الخلاص في مربع الألم
سعد الجوير
الكويت
الشاعرة اليمنية سوسن العريقي تعرض لنا في مجموعتها الأولى الصادرة عن وزارة الثقافة و السياحة في اليمن 2004 مربع الألم بزواياه الأربع من خلال رحلة ، مشقتها ليست هينة في سبيل البحث عن الخروج الكبير من بين حطام الروح و أنقاض الخسائر النفسية .
وفّقت سوسن العريقي جداً باختيارها هكذا عنوان لهكذا كتابة تصدر عن الروح لا عن غيرها بمحاولة جادة منها في إعادة تسمية الأشياء من حولها و ترتيب الكائنات من جديد عبر الخوض في مستنقع الآلام المتكدسة .
إذن هو (( مربع الألم )) إيحاء كافٍ ، لعدم إمكانية الآدمي في الخروج عن الآلام كونه في الداخل ( داخل المربع ) ، على الرغم من أن العريقي لم تذكر أن ثمة آدمي في هذا المربع من خلال العنوان على الغلاف الخارجي على الأقل ، غير أن الفكرة تتضح منذ الصفحات الأولى من الكتاب حيث يتضح للقارئ أنها قسمت مجموعتها الشعرية على أبواب أو فصول أربعة ، على النحو التالي ( .. زاوية 1 ، زواية 2 ..إلخ ) أربع زوايا ترصد لنا العريقي شدة حدتها على الورق ، بالإضافة إلى عنوان توضيحي تحت كل زاوية ، كفيل أن يضعك في عالم هذه الزاوية أو تلك . و شخص ( مقدر ) حبيس هذه الزوايا .
زاوية (1)
آلام اللحظة القادمة
احتواء
عبر كمية غير قليلة من الكآبة و حاجة ماسة إلى التطلع و الاختلاف ، لا شيء يُفتقد هنا سوى الاحتواء ، و دفء المهرب من ما هو مُعاش بشكل تخريبي ينخر في الذات ، تضع العريقي هذه الحال صريحة أمام القارئ ، مما يوحي بكثير من المغامرات القادمة ، تقول :
مثخناً ..
يقف على حافة الجرح
باحثاً عن احتواء
الأحضان الممتدة عبر الأوردة
تصعّر خدها للريح
و الأرض أنبتت شوكاً
بحجم الفراق .
و لأن الضغط بالضرورة يولد الانفجار ، و لأنه ما عاد شيء سوى إشهار الثورة الذاتية و إعلاء ما لا بدّ من إعلائه عبر الآخرين على كل مستوياتهم الاجتماعية ، لابدّ أن يترك المرء كل شيء من ورائه و يُعلن القادم الجديد لحظةً لحظةً ، و يتخلى عن كل ما تأسس في السابق على أشياء ما عادت صالحة للتنفس أو حتى محاولة الحياة ! ، تقول :
ثقوب ذاكرته امتلأت
برمال النسيان .
لينتهي كل شيء و يكون ( العدم ) هو الاختيار الأوحد .. البحر .. الضياع .. اللاوجود .. كل هذا في اللحظة ذاتها هو العودة لا الذهاب . بهدوء تلعب العريقي هنا على الدائرة ، كون خط بدايتها هو ذاته خط نهايتها و هكذا ، مؤمنة أنه الوقت ذاته و العالم ذاته يجتمعان في نقطة واحدة في كل مرة . هذه النظرة العبثية حتّمت عليها خوض التجربة مرات و مرات في سبيل الاكتمال طبعاً لا الإعادة ، باعتبار التجربة الجديدة في كل مرة لها وقعها الخاص و متخيلها الجديد ( الأكثر نضجاً ) على الرغم من تكرار العملية ذاتها . من تتحدث عنه هنا مليء بكل شيء في الوقت الذي هو فيه خارج قوانين المحيط حالمٌ بالمختلف ، تقول :
جروحه أكلتها
أعاصير موج تداعى
روحه هائمة
بين الأرض و السماء
كريشة تسبح
في فضاءات ساحرة .
لأن هذا كله توفر فيه الآن فلا شيء سوى اختيار شكل النهاية ، و التي بحد ذاتها كما ذكرنا سابقاً بداية جديدة . حالة موت / حياة ، أو دورة كاملة لكن في الاتجاه المعاكس تخلقها العريقي هنا . ابتداء من النهاية ، تقول :
استسلم َ
عيون البحر تقطر حناناً
ارتعاشة مبللة بالنشوة
تنسكب في أوردته
و حضن بحجم الكون
فتح في مسامات قلبه
ألف مسار للشهيق ..
الملاحظ هنا ، أن لحظة النهاية هي غير لحظات النهاية التي تعودنا أن نقرأها أو نسمع بها، فنهاية العريقي هنا مرسومة بشكل آخر مليئة بما هو قادم و مستمر إلى الأبد ( و حضن بحجم الكون / فتح في مسامات قلبه / ألف مسار للشهيق ) بدلاً عن الانقطاع التام ، و المفترض في حال النهايات نجد أن ما ترنو إليه العريقي هي بداية جديدة أكثر قوة و كفاءة من السابقة أصلاً . حتى تختم النص :
لفظه البحر شاطئاً آخر .
فهنا تكون الولادة مرةً أخرى مليئة بما هو قادم و مغاير ( آخر ) ، و في النهاية تؤكد نهجها العبثي على ما تقوم به الطبيعة ذاتها :
ثمة ابتسامة مضيئة
تحتويها الشمس بأعجوبة !!
مرآة
ثم تنتقل الشاعرة إلى نصها ( مرآة ) يعود شعورها قوياً مليئاً بانتظار ( الميلاد ) من جديد للخلاص الأكبر ، الخلاص النهائي ، تقول :
يُكتب على جبين الشمس :
( نحن المزروعين
في قلب اللحظة
– الحلم –
سنظل نرشف
من قاموس الجوع
صبراً
مثخناً بالانتظار !
أصوات
تظل العريقي مصممة بكل جزم على عرض الحقيقة ( المرة ) الحقيقة الوحيدة ، حيث الدهشة التي تصنعها لحظة التذكير وحدها بالحقيقة القائمة :
مازالت الدهشة قائمة
و نحن كل يوم
نبتلع أحلامنا
نصادر حقيقتنا ..
و تعود لتؤكد أنه لا حياة مع الحياة القائمة ( الحالية ) و إنما حلمها الأكبر في الحياة القادمة بعد نزع جميع القشور من القلب قبل الجسد ، و الإبحار نحو الأجد الأفضل ، باعتبار المتخيل ( المشروع _ الحياة القادمة ) غير ( المنجز _ الحياة المعاشة ) ، فالأخيرة ليست سوى نهاية ، و لا نبض مغلف بالعيش ، تقول :
نعيش في الظل
نرتضي العيش في الهامش
و لا نريد أن نصدق
أننا
في الحقيقة أموات !
مربع الألم
أما في نصها ( مربع الألم ) فإنها تختصر كل هذا في القسم الأول منه ، و القسم الأخير ، بكل وضوح ، و لا ترميز ، لنلاحظ وضوح الدائرة المراد وصفها هنا لدى العريقي :
حين يغزوني الألم
ألوذ ببقعة ضوء
تغرسني
في ظلال العتمة
قمراً غير مكتمل ..
فهي هنا حين تغلق جميع الأبواب في وجهها تعود إلى الداخل / المضيء لديها ، على الرغم من وحشة الظلام المحيط بها في المجتمع الخارجي ، و على الرغم من أن ذلك الضوء غير كفيل بالإضاءة الكاملة ، غير أنه كافٍ لغسيل الألم . ثم تغلق العريقي دائرتها بوضوح في نهاية النص ، بالتكوين و الولادة / الخلاص ، المطلوب :
هاأنت تنبض
في مرايا القلب
حلماً
يستعصي على التكوين
و ألماً بعمق الولادة .
حقيقة السراب
تعري العريقي ما يدور حولها بأسلوب الفضح ، منذ العنوان نستشعر ذلك ، بلا رحمة منها تعرب :
خطانا تلوكها
أغوار قديمة
نتدرب ،
كي نصل
إلى حقيقة السراب
و لا نصل .
فلا شيء نافع أبداً في التعرف على ما هو معاش و ما هو عبثي و مليء بالخسائر و السقطات ، لا شيء أبداً ، السابق كله في كفة و الحاضر كله في كفة ، و لا شيء يفضي إلى المستقبل سوى الإقدام إلى البداية الأخيرة .
حاجة للبكاء
في النص الأخير من زاوية العريقي الأولى ، يكون الابتهال للمنتظر ، خوفاً منها من انتهاء رحلة ( الرحيل ) إلى لا شيء ، و لا يكون ما كان حلماً سوى حلمٍ آخر لا حقيقة من ورائه ، و لا يفضي إلى بداية جديدة كما حلمت و تمنت :
أيها الباسط روحه
في كف السماء
أيها الآتي
من سراديب الطفولة و الصبا
أيها الكامن في دهاليز
البراءة و الشفافية
هل مازلت هناك ؟
هل أنت ..
أنت ؟!
حالة نحيب حقيقية ندخلها مع نص العريقي هنا ، الخوف القادم من الداخل نحو كل شيء جديد ، على الرغم من انتظار الجديد ، و تحريه ، و لكن ثمة شعور باقترابه ، يخيف ، لأنه المخفي الذي لم يره أحد ، و لم يعشه أحد . و على الرغم من كل ذلك فلأنه وحده المتبقي باعتباره ( الخلاص ) الأوحد ، و باعتبار أنه لا أمل و لا أمنية لعودة الحال كما هي عليه ، لن يتبقى سوى اختيار النهاية ( المحتومة ) و الرحيل عبر الجديد :
أدخلني في عالمك
خذني إلى نقاوة الحلم
أرسمني أمنية أخيرة
و افسح لي طريقاً
للسماء .
زاوية (2 )
حب أبعد من حدود الشهقة
جاذبية
للعريقي تجربة من وجه آخر في زاوية مربعها الثانية ، فإنها تتجه للآخر ( الرجل ) في سبيل التكامل المنشود ، إتماماً للرحلة الشاقة ، و في نصها ( جاذبية ) تضع العريقي كماً معقولاً جداً من جدلية ( التلملم و التبعثر ) في حالي وجود الآخر ، و غيابه ، تقول :
مبعثرة أنا
كل نبض فيّ
يركض بعيداً عني ..
فلا هي هنا على الرغم من وجودها ( فيها ) في غياب الآخر ، و حتى أهم الحواس تفتقدها بافتقاده ، البصر ، السمع ، الشم ، في غياب الوجه بأكمله هو الآخر ، لا شيء يتبقى من دون ( الآخر ) و لا اكتمال لدى العريقي بسواه :
حتى وجهي
رغماً عني
يغادرني !
ثم تفصح بأنه لا حقيقة سابقة بحقيقة ، كل الموازين تختل ، و كل الآيات تنقلب في حال المقارنة الجديدة التي وضعتها العريقي لنفسها ، حتى أكثر الأشياء ثباتاً ، و أهمية ، هي في حالة تخلٍ تام عن كل ما قبل ( الآخر ) ، و ما بعده :
لم أعد أؤمن بنيوتن
فكلي أنجذب لك .
في النهاية يأتي ( التنوير ) الإفصاح التام ، عن المطلب الذاتي المحض ، الحاجة القصوى ، و الاعتراف باعتراك النفس معها كل ذلك الوقت ، الذي غاب فيه الآخر :
هل أنا معك الآن
هلا أعدت لملمتي
أرجوك لملمني !
قمر أزرق
بعد الالتقاء بالآخر تعلن العريقي حالة انخلاع و انفلاش تامة عما سبق في سبيل إتمام رحلتها بعيداً عن المضي الذي من شأنه حرمانها و إبقائها في مكانها ، و تبدأ فعلياً بإغلاق الباب من خلفها على كل ما ظل في الخلف ، في سبيل خلق عالمها المتقد الجديد ، و الذي يأخذها بدوره إلى الحياة الأخيرة ( الخالدة ) :
أنخلع من أزمنتي
الداجنة
أتمرغ في كونك
المتقد
كي أعيد تكويني ..
أثير
توجه العريقي نصها هذا إلى خالها كما تذكر ، ( المفقود ) مما يضع باعتبارنا ، الشعور بالنقصان ، و حاجة الاكتمال مرة أخرى ، فيعظم الفراغ في فقده ، و لا يظل سوى الرغبة العارمة في ( الالتمام ) من جديد . شعور الفقد قاسٍ على العريقي إلى درجة ( تلاشي ) الذات لديها في البعد ، وعدم الرغبة بأي شيء سوى اللحاق بمن تركها ، عبر عوالم مختلفة و تجربة مغايرة :
أسترخي
في أيقونة صمتك المتأجج
أحتضن الفراغ المتلبس
بأثيرك
فالأنا هنا تبعد عن ( الأنا ) ذاتها ، مما يدخلنا في شعور عظيم من الفقد القاسي ، و التبعثر الكبير ، حد الانفصال التام عن كل ما يربط بيننا ، و بيننا !
لم أعد أشعر بي
جسدي خواءٌ سامريٌ
و الريح تعوي في أرجائي
كشبح لا ظل لكونه .
أنين الرماد
تظل العريقي تؤكد تجربتها في التكامل مع الآخر ، الأنا و الاندماج التام ، حتى يكون الآخر في أناها ، و تكون أناها في الآخر ، و تظل الاستفهام معلقة في البحث عنه ، منذ البداية :
أين أنت .. ؟
أبحث عنك .. ؟
ثم تطرح لحظة الاكتمال الأخيرة ، و التي لا تساويها لذة لديها ، فلطالما بحثت عنها في برد الوحدة ، و الحرمان العظيمين . فلا تنسى العريقي أن الآخر أيضاً بحاجة قصوى إليها ، الآخر أيضاً في حالة عدم اكتمال من عدم وجودها بجانبه ، تتحدث هنا عن حقيقة إنسانية محضة ، قد تكون الحياة المعاشة تناستها ذات لحظة من المرارة و القسوة . فتشبه العريقي الطرفين هنا بالقمر غير المكتمل في حالة ( الهلال ) ، و الذي بحاجة إلى دورات أخرى لاكتماله التام في ظهوره :
أرانا هلالين قد اكتملا
و عاشقين بصمت اشتعلا
و روح واحدة تسكننا
فهل أنا أنت ؟
و أنت أنا ؟
كثافة لحظة
تتكثف اللحظة لدى العريقي ، و تتمنى أن يتوقف الزمن و لو مرة واحدة في حالة الالتقاء بالآخر ، و إتمام الأمنية القديمة :
أريد أن أظل هكذا
أغيب و أحضر
أنام و أصحو
أموت و أحيا
في عينيك .
توحد
اللحظة الحقيقية ، اللحظة الأم لدى العريقي ، تقرر رصدها الآن ، في الوقت المناسب جداً من تجربتها مع الآخر و حاجتها إليه ، فيتحول ما كان خيالاً و أماني إلى حقيقة موجودة معلنة الولادة ، و يتلاشى الجسدان ، ( الأنا ) و ( الآخر ) و تنضم الروحان في جسد مشترك جسد أم ، في الصورة النهائية :
تلامس الحقيقة
وهج الخيال
يضج
في توحدنا
صمت الجواب
بأنك ….
…… أني !
زاوية (3)
تراكمات متعددة الظلال
تعددت الوجوه و النظرة واحدة
حيرة ( الأنثى ) الحقيقة الثابتة ، كونها هي ( الأنثى ) و حيرة الالتقاء بمجتمع قاسٍ له ماله و عليها ما عليها منه ، تظل النظرة واحدة تجاهها ، كونها الأنثى التي تتنفس ، و تعيش ، و تطالب في أناها بينهم ، يظل كل شيء أمامها ناضح برائحة الذكور ، و السلطة العليا ، تظل حيرتها ، و متعتها في القول ، و حاجتها الماسة لأن تعبر عما يجول في دواخلها دون إلجام أو إسكات لنبضها الفوار :
ذات غصة
و عيناك تلهثان خلفي
سياطاً من الظنون
الموسومة بدماء الشك
يطحن في نفسك صدأ
بعمق ماضيك
لمجرد أنني أنثى .
افتراضات
العريقي تشهر رفضها و عنادها تجاه النظرة الواحدة النظرة ( المريضة ) ، و ترفض أيضاً أن تستسلم حتى اللحظة الأخيرة ، هذا الانزعاج يؤدي بدوره لديها إلى ( الإفصاح ) بطريقتها الخاصة ، و ( اللأ ) التي تصعب على الكثيرات من بنات جنسها ، تتغنى بها العريقي كأسهل و أجمل ما يكون :
لا .. لا ..
لن ترسو سفني
في مقلتيك .
على أنها تفضل ( الموت ) على بقاء سلطة ما هو ذكوري ! ، فتؤكد أنه إذا كان الصمت
داءً فدواؤه الوحيد ( الموت ) و تؤكد أيضاً أنها قتلت الصمت ، و الجهل في الحقيقة بهدوء و إلى الأبد :
و ليلي الذي يضج
بالسكون
سيتكوم برفق
في قبره .
ظل له شوارب
في انزعاج العريقي من ( ظلها ) المعادل الموضوعي لفهم الآخرين للأنثى عبر تاريخ كامل متواصل ، و متضامن مع عادات و تقاليد المجتمع . تود العريقي بكل وضوح أن تصرخ في وجوه الآخرين فارضة حكمتها العظمى (( أنا لست هنّ )) وحيدة واحدة بما تقول و بما تفعل ، لاعنة جميع الظلال التي رُسمت لها مسبقاً من قبل ظلم التاريخ ، و لا مروءته :
ظلي يسرقني من نفسي
يفرح بدلاً مني
يحزن رغماً عني
يلعق أذيال الشمس
يسكن في هامش الخيبة
يبتهج بردائه الأسود
المتكسر
على القاع ..
من ينصفني ؟
زاوية ( 4 )
إضاءات لمرايا معتمة
في زاوية مربع العريقي الأخيرة ، تعلن جميع الهزائم المقدرة ، و غير المقدرة منها ! ، لتضعنا بشكل حقيقي و قاسٍ جداً في حقيقة أنه لا شيء سوى المربع ، بروح انهزامية تامة تكتب هنا فالوقت المعاش كفيلٌ بكل هذه الهزائم ، و لا غيرها يعانيها الإنسان حتى آخر لحظة في حياته مقررةً أن الحياة بكاملها لعنة ، و لا اسم آخر لها أبداً ، تضعنا العريقي في زاويتها الأخيرة في تجارب إنسانية مفادها الخسائر و الهزائم المتعاقبة أبداً :
تهور
بذكاء كبير ، تستخدم العريقي اللغة المكثفة جداً لحالة مكثفة جداً كهذه ، و الفصح هو سلاحها الوحيد ، مقررةً أنه كثير من الأسى في الحياة يجب أن يكابد الإنسان على الرغم من عدم أحقية الحياة لذلك ، طالما في النهاية لا شيء سوى الخسارة :
الموجة
التي يسكنها الحب
الموجة التي تحلم
بمعانقة الشاطئ
الموجة التي تندفع بتهور
هل تعي
أنها ذاهبة
إلى حتفها .. ؟!
استنساخ
كذلك في نصها استنساخ ، لا شيء تراه في النهاية سوى الضياع ، وعدم مقدرة الحصول على ما يحتاجه المرء في نهاية المطاف :
كثرت المرايا
من حوله
فظل متخبطاً
يبحثُ
عن نفسه .. !!
زاوية
ترصد العريقي هنا نهاية الحلم ، الحلم الذي قد يكون كبيراً جداً ، و يلتهم كل ما يملك الإنسان من سنوات حتى يعيشها في سبيل تحقيقه ، و لكنه في النهاية ، محض خسارة :
نقترب
تتكسر في أعماقنا
الجدران ..
نقترب أكثر
تسجننا الجدران!