بلا قناع

جميل حاجب

كم من امرأة
شدتني من أعماقي
بنظرة شبقة
ونهدين متحفزين
وعجيزة مثيرة للجدل
ثم مضت هكذا
من غير أن تترك عطرها
يفوح
في طريقي المسدود بالعثرات
مع ذلك
لا شيء يحل محل الفقدان
الأصدقاء
في انشغالهم المعتاد
بتوفير القوت الجاف
وحاجيات الكيف
الكيف بسقفه الهابط
عادة
هل يفضي بي
إلى خيط
أمسك به
لأصل….
أنا المنحدر من رنين بعيد
أجلس في ألفة غائمة حتى هلال العيد
أضع يدي في جيبي
علني أسد الفراغ
الذي خلفته المدينة القاحلة
من أي لمعان
لكن يدي التي لا تحسن المجاملة
تفلت منها الفرص الثمينة
لهذا أقول
كم محظوظة هي اليد
اليد المتحركة
اليد المتحركة خلف الستار
إذ تؤول صمتي جمراً يتقد
كلامي غواية
تتحسس في الصحو الملتبس
ان يعبر سماء الحرف
ولو بالصدفة
تخرج الحرب للعلن
تنتزع مني الهدوء القليل
لتبقيني شاغراً
ريثما يأتي يوم آخر
فيذكرني بمبادراتي المؤجلة
وبالمقالب ـ أيضاً
المقالب التي أحيكها بإتقان بالغ
ولا يسقط فيها أحد
تغرق في ضحك لزج
إذاً أنا فعلاً
لا أضع على وجهي قناعاً
رغم أني من أعوام تالفة
منفي في قريتي
وثمل بقداسة الأجداد .

الشمايا ـ 2006م

اترك رد

اكتشاف المزيد من عناوين ثقافية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading