ما لم يقله الخلخال للمساء

نوال الجوبري

ما الذي يعني أن ننسى؟!
دعني أرتب ذاكرتي
الثاني والعشرون من أيلول
شرطي يتقن القسوة
لقد صادر خلخالي
بتهمة الأناقة
وأشياء مهمة
بما في ذلك قلبي
لم أعد أحس بتكاته
داخل حقيبتي
الأرقام لا تساعد على تعلم
الرقص بأقدام حافية
أنا الآن
أشيع بقاياي التي
دهستها عجلاتهم الغريبة
كيف أغني لها
وصوتي بغير صحن؟!
أما أنت أيها المجنون
أغمضت عليك عيني
حتى لا أفقدك
لقد صرت جزءاً من مدخراتي
وأنت أيتها المدينة الساكنة
في حضن جبل صبر
ان قلبي سيعبرك في
وقت نائي من هذا المساء
بإمكانك أن تعاتبيه قليلاً
ربما تهدهد
أعتقد ان أشياء كثيرة
ظلت تقيم علاقاتها الليلية معه
أقصد:
السوبر ماركيت، كابينات الهواتف
المدن الصغيرة
بأبوابها الخشبية
الوقت سيئ
والمساء عاهر أيضاً
وليس لدي رغبة في السرد
عليّ فقط أن أصغي
أو أستمر بهذا النزيف
كيف أحكي خجلك إذن
وأخون الماء؟!!
سأخليه بالتأكيد لأطفال الحارة
أمامي أفنان، أحمد
إنهم نصف سعادتي
سأحكي لبهونا الصغير
ما لم تقله أنت
هل أحكي أيضاً..
أشياءك المتروكة بعناية هنا
مثلاً
خبثك الوسيم
القهوة التي لم تشربها بعد
دخان سجائر العائم
داخل خزانتي
ودهشة أحاديثك عن
«فيروز»
وهي تغني
«حبيبي بدو القمر»
سأحكي كل هذا
لا لأنك تقاسمني الحليب.. سأحكيه لأنك حبيبي.
لأنك حبيبي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: