في الحلم تطارده اللعناتْ

عبد الله سعيد العطار
قصائد

غربة
غريبٌ
كإيقاع صمتكَ ليل الوداع
تمد يمينكَ
فيشدُّ عليها أساك
ويهمس في أذنيك
لا بأس لابأس !!
كدبيب النملةِ
يصل الوهمُ إليكْ
تسقطُ في عبث الأقدار
اسماً لا تعرف من أين ْ
وكلوحةِ تذكار ٍ
تَتَرَنَّحُ شوقاً فوق جدار المَرْسَمْ
ما بيديك الآنَ
سوى غصصٍ تتهاوى
في أدغال ِ الروحْ
تسَّاقط جمراً
وتسيل دموعْ
لا تبحث عنكَ سوى المأساة
كي تكتبَ خاتمة المشهدْ
كموَّالٍ يتسكع في الطرقات
وفي الآهاتْ
لا يعرف قلب الليل له وطناً
في الحلم تطارده اللعناتْ .

استدعاء
انفضي كفيكِ من أمسي
ولا تستقرئي كف غدي
كل أشجار الأماني
أثمرت بالكمدِ
يحيون في الأمس ِ
يسْتدعون فجر غدي
يدافعون
إلى فيض الأسى جسدي
يمشون والروح تحدوهم بأغنيةٍ
هي المسافةُ
بين الخوفِ والجَلدِ

بابُ القصيدةِ

على البابِ ثمةَََ مَعْـَنى
وثَمَّ مُعَنَّى
فهل من سبيلٍ إلى لغةٍ
تتجاوز كل المواريث
تغسلُ ‘مكياجها’
إلى لغةٍ لا تُزَيِّفُ حزني
ولا تتقمصُ دور الْمُمَثِّل عني
على الباب ثمةَ طرقٌ
وفي الروحِ أصداءُ ذكرى
تهدهد في الحلم ِ
طاعنةً في أساها
ومَلْْقِيَّةً في الطريق المَعاني
وباب القصيدةِ
يمنع أيَّ دخول ٍ
يجازف بالروح
يلقي بها مُضغةً
تحت أقدام عرشٍ غبيٍّ
ويزهو إذا هي ألقتْ بهِ
تحت عرشِ الجَمالْ
ولا من سبيلٍ
إلى فتح باب الرياح
تموت القصيدةُ
بالبرد أو بالزكام
فلا تتعاطَ النساء
ولا تُعطِ قلبك للذكريات الركامْ
وثمة طرقٌ على الباب
والموت مُنتظرٌ للدخول
وباب القصيدة ِ مزدحمٌ بالشجون ِ
وحُبُّكَ
مُخْتنقٌ في الزحامْ

انتهاز

بلبلٌ مُفعمٌ بالنشيد
يتحاشى مواجعهُ
بالغناءْ
يترنحُ من ثقل أحلامهِِ
وينامْ
فيغتنم الفرصةَ البَبَّغاءْ

تبويب

لن أُبَوَّبَ عمري
كشأنِ الجرائدِ
وهي ُتبَوَّبُ للغثَّ
والفجَّ والتعتعاتْ
وتفتح أبوابها
للضفائرِ والقُبَّعاتْ
وتحشر كل السطور لُهاثاً
وقيحاًً
يُزَيِّنُ بالقبح
قارعة الصفحاتْ

تقرير

النساءُ وكل الكلاب الأليفةِ
من هاهنا
الطغاةُ وبائعة الجنس
وسيارةٌ للقمامةِ
من هاهنا
جميعهمُ
من هنا يعبرون
إلى حيثُ لا
ومن خلفهم
تستطيرُ الشجونْ

خد ش

أَعِدْ قراءة ما يلي
فاتورة الماءِ والكهرباءْ
جرائد كُل صباحٍ عقيم
وجوه المجانين والفقراءْ
خطابات عيد الجلوسْ
كتابات عاشقةٍ
بفرشاةِ رسم الجفونِ
هنالك خلف السطورِ
إذا ما قرأت
ستغرقُ في بركةٍ من دماءْ
وتصبح أقوى الوثائقِ
عن حقبةٍ للتسلط والانحلال
وبيع المبادئِ بيع الجواربِ
بيع التحاميلِ
وأشياء أخرى تخص النساء
وفي ذكرها ما يُهَوِّن منها
ويخدش لطف الحياءْ .

ذاكرة وردة

وردةٌ غائبةٌ عن وعيها
لم تكن تعرفُ ماذا في قميص الوقتِ
مَخْبُوءٌ لها
وردةٌ عاريةٌ
خانها حسبانها
وتلاشى ظلُّها
كلما مرتْ على ذاكرةٍ
مرَّرَتْ أيامها صوب الوراءْ

عالمٌ ثالثٌ

عالمٌ ثالثٌ
وصباح ٌ كئيب الملامحِ
ليس يرى الريح
أبعدَ من أنف شهوتهِ
حين يندس
يبحثُ في عِطف عانسةٍ
عن فتاةْ
يتحدث عن غابرٍ
فيثور من الكلماتِ الغُبار

يتدلىَّ على شرفات النهار
كمومسةٍ
نصف عاريةٍ
في سريرٍ عجوز
كشمطاء صفصافةٍ
في أصيصِ معاملِ قسم النبَاتْ
دع الآن هذا النقَاش يمر
وما بيننا بسلامٍ يمرْ
فما من حوارٍ
مع جائعٍ
عن لذيذ النكاح
ولا من يدٍ
في صراع الحضارات
والشرق أوسط كل نزاع
يروِّجه للشتات
وتاريخه سلة المهملاتْ
دعِ الآن هذا الحديثَ
فهذا المذيعُ
يحدَّثُ وهمي ووهمكَ والفقراءْ
عن الأمن والعدل
والعيش في مستوىً لا يقل عن البَبَّغاء
وتلك الخرافات والُّترهات
وحرية المرأة اليوم في
وفي
وآهٍ لتلك الشجون التي لا تمل الحديثَ
عن المنجزاتْ
ترى هل يموت المذيع بداءٍ عضالْ؟
ترى هل تؤثر في جسمه الطلقاتْ ؟
أم الموت يرفض قبض الغباءْ .

اترك رد

%d