الظل

سيدي محمد

اثنان نحن
وقبرُنا البلور لا يكفي
فمن بالليل يدفننا معا
ولمن بقايا وجهنا
في نكهة الغرباء..

…اثنان نحن
فمن يصدق أننا تُهْنا
وأن لربعنا الخالي امتلاءْ
من ذا يصدق أن لون الشعر أبيض
مثل لون المقلتين
بل من يصدق أننا كنا على متن القصيدة
حينما موسى يعود من الطوى

من يصدق ياعسيب
بأننا كنا القصيدة
في ارتباك اللفظ
منتعلا معاني
الكائنات

***

اثنان نحن وقبرنا البلور لا يكفي
فقف
يا أيها الحادي على ظل القصيدة
مات نصفك
فوق كدية “جلنا”
ثم ارتقى نصفي
فمن بالليل يدفننا معا
والقبر واحد؟
لم يعد للخيل أجنحة تطير
ولم يعد لليل في نجواه أوراد
تخبأ في زقاق الله

****
هذا القريض يحول دون الموت
فأملأ مقلتيك مسافرا
في نقطة المطر الملولب
قبرِنا البلور
قال, فقلت : خذ لك ما تريد
من اليباب..
الأرض…
وامنحني فقط
ضيق الحكاية
كي أمارس..ما أريدُ
توسُّعَ الموت المزخرف
في تراتيلَ التحنط
وانعتاقَ العمر
من زمني المكلس
بالحضور
خذ ما تريد
سوى الحكاية ..والصديق

***
ضدان..
كيف أصوغ أفران التوحد
بعد أن ..
كنا على رمل التلاشي موجتين
بل نقطتين
فأين ثالثة الأثافي
عل ينضج موتنا
وكأنْ قدِ
علِّي أزحزح حجة النحوي
من ذهني
وروحِ الشعر
من جسدي المعلق
بين رابية لبوح
النور..
من رحم الظلام

***

اثنان نحن
وقبرنا المسكين
لا يكفي ..فمن بالليل يدفننا معا
يا أيها القبر المحلق
فوق أحداق التمعن
غيمةِ الأحياء
هل من أوبة
فأنا المسافر في رحيق العجز
يسكنني التعدد في القتيل
***

اثنان نحن وقبرنا البلور
لا يكفي وهذا اللحد
رحلتنا معا
فلمن بقايا وجهنا
في الرمل..
في قدح العبارة ..
في التطين بالقديم
إثنان نحن وقبرنا البلور لا يكفي
وهذا الرمل
يطعن خنجر الوقت المبيت للمقيل.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: