الشهداء
عبد الحكيم الفقيه
يخرجون من القبر
أبصرهم في الطريق
يقولون : من غيّر اللافتات
ومن زاد لونا لأقواسنا القزحية
من أرسل الشهداء الكثيرين صوب مقابرنا
اتركونا ننام على رسلنا
واتركوا اللف والدوران
وعيشوا الحياة
وغنوا ولموا شتات الحروف
أراهم على واجهات الجرائد
في تسميات الشوارع
في صالة الإحتفالات
في الخطب الموسمية
في المنهج المدرسي المكثف بالآه
في متحف الحرب
في باب مدرسة الشهداء
أراهم يصلون في العصر ظهرا وقصرا
ويمتشقون الورود
ويمضون في قارعات الرصيف
ويقتسمون السجائر والنار
يقتسمون الهواء المبلل بالبرد
يقتسمون السماوات والأرض والأغنيات
وينتخبون لهم برلمان القبور
ويقترضون لظهر رواتبهم
وينامون دون نعاسْ
فكأن السنا فضة
والشموس نحاسْ
ما الذي بلل الأرض
دمع عيون ترى أم رذاذ انبجاس
فالحياة كما الموت تجربة ومراس.
11 مايو 2006
مدينة تعز.