الدكتور علوي الهاشمي: وأنا أزور اليمن شعرت بجذوري تتحرك داخلي

التقاه في المنامة/ فيصل الصفواني 2006

وأنت تسمع اليه تجد نفسك في رحلة معرفية تجوب فيها بحار العلم والمعرفة ، يتحدث إليك بلغة الأدباء وحكمة الفلاسفة ، لا تجد في حديثه أحكاماً مسبقة ولا محاكمات للمواقف أنه فقط يحاول قراءة الأحداث والمواقف وينضر اليها من زوايا متعددة، حديثة ينبئ عن تجربة ثرية وخبرات ناضجه .. انه الشاعر والناقد البحريني -الدكتور- علوي هاشمي – نائب رئيس جامعة البحرين.

 

هل يمكن أن تعرف القارئ اليمني بنفسك ؟
لا اعتقد أنني بحاجة إلى أن أعرف بنفسي للأخوة في اليمن لا نهم يعرفونني منذ فترة طويلة عندما كنت صديقاً حميماً لاخي الدكتور / عبد العزيز المقالح وكنت التقي عنده برموز مهمة من مثقفين وسياسيين ومفكرين يمنيين .
ربما كانت هذه المقدمة المستندة لصداقتي مع الدكتور المقالح ، تشفع لي كتعريف بنفسي للقارئ اليمني , كما انني زرت اليمن اكثر من مرة وشاركت في العديد من المناسبات والفعاليات التي اقيمت في اليمن ، ورغم ذلك اقول أني شاعر وناقد وأكاديمي من البحرين ، ولي عدد من الدواوين الشعرية المطبوعه منها ( من اين يجيء الحزن ) ، ( العصافير وضل الشجرة ) ، (محطات للتعجب ) ، كما أن لي عدداً من الدراسات الأدبية والنقدية منها ( ما قلته النخلة للبحر ) ( سكون المتحرك ) ثلاثة أجزاء ، ايضاً دراسة الأسلوب والبنية في شعر البحرين ، وقراءة نقدية في قصيدة ( حياة ) لعلي الشرقاوي ومنها ظاهرة التألق النصي في الشعر السعودي الحديث ، ولي عدد من الكتب تحت الطبع ستصدر قريباً أن شاء الله ، عملت استاذاً في جامعة البحرين قسم اللغة العربية وشغلت منصب عميد كلية الاداب لمدة ثلاث سنوات ، وحالياً اعمل نائباً لرئيسة الجامعة للتخطيط وخدمة المجتمع ،

د . علوي .. زرت اليمن أكثر من مرة .. ما هو الشيء الذي انطبع في ذاكرتك عن اليمن؟
اول زيارة قمت بها لليمن شعرت بجذوري العربية تتحرك داخلي ، كل الخلايا العربية النائمة تحت مشاغل السنين واتربة الزمن ، واغبرة المكان تتنفس من الوهلة الاولى لزيارة اليمن وكان الإنسان يولد للتو في المهد .
لذلك تذكرت أثناء زياراتي الاولى لليمن قصيدة المهد للشاعر/ ادونيس التي كتبها أثناء زيارته لليمن أول مرة ، واعتقد أنها كانت تعبيرا صادقاً يحس بها كل عربي يزور اليمن ويتعرف على جذوره التاريخية ، هكذا تشعر وانت في اليمن ، حيث تشعر الطبيعة بكرا وتشعر الإنسان شفافا دون أي تصنع ، لا يجامل ولا يكو أقل صدقاً من الطبيعة الجميلة ويكفيه أن يكون صادقا ليكون جميلا ، هكذا وجدت الإنسان اليمني صادقاً بكرمه وعادته وطبيعته، ووجدته أيضاً يعيش صراعاً بين المهد المتجذر فيه من جهة وبين العالم المعاصر من جهة أخرى ، العالم الذي يشرئب اليمن إليه والذي يحاول أن يكون جزاً منه ، لكن يشده مهاده ، تشده جذوره، وهذه واحد من إشكالات من يعيشون أصالة الأشياء ، دائما الذي يعيش في كنف أمه وحضن أبيه يدفع ثمن تعليم الأخوة الذين يسافرون بعيدا عن الأهل.

د. علوي .. قلما يجتمع الشاعر والناقد ، فكيف تسنى لك الجمع بينهما ؟ وايهما يؤثر على الآخر؟
ج/ يضن البعض أن شخصية الشاعر لا تتضمن شخصية الناقد ، لكن الحقيقة غير الظن ، إذ يوجد تحت جلد كل شاعر ناقد أن الناقد هو الذي يوجهك إلى تصوير وانتقاء المعجم الفضي والبناء الفني وكل ما يقوم به النقد بعد ذلك يقوم الشاعر أولاً ، وإلا من أين سيجئ الناقد بهذه التصورات أن لم يفجر النص تفجيراً بحثاً عنها ، لأنها في الأصل موجودة لكن الشاعر اهتمامه بها يكون ثانوياً بينما اهتمام الناقد فيها يكون أساسي ، في حين أن الاهتمام الأساسي للشاعر هو الكشف عن التجربة والتعبير عن الرواية والاتجاه نحو العمق ، الشاعر يكون مشغولا بالإنتاج وكيفية الإنتاج يكون جزاً من العملية الغير مدرك إدراكاً لحظياً في تلك اللحظة ، وإنما هو يؤسسه قبل تلك اللحظة ويؤسسها أثناء ثقافته وإطلاعه ، والقراءة والإطلاع في تلك المرحلة تكون ذا صبغة نقدية يكونها كمصنع نقدي . لكن يلعب دوراً هامشياً في الخلفية من المشهد الشعري عندما تداهمه اللحظة الإبداعية .

هناك تصور سائد أن الشعراء يخشون النقاد .. ماهو الحال بالنسبة لك، شاعراً ناقداً؟
يتخوف الشاعر في حالتين الأولى عندما يكتب أو ينجز نصه إنجازاً ناقصاً أو غير مكترث مثل الذي ينجز عمله ناقصاً لذلك يخاف المدقق أو كالمعلم الذي ينجز عمله بغير اتقان فهو يخاف المفتش في الحالة الثانية يخاف الشاعر من الناقد الذي لا يفهمه أو يكون أقل مستوى منه كذلك الحال بالنسبة للمعلم المبدع الذي يخشى المفتش الأقل منه قدرة على الفهم ، وهنا لا يستطيع الناقد أن يغوص في النص ويدرك ما فيه من إبداع ، فيسقط النص ، وسقوط النص تعبيراً عن سقوط الناقد ، وهاتان الحالتان هما المعبرتان عن مخاوف المنتج الإبداعي .

للمتنبي وامرئ القيس حضور كبير في ذاكرة المتلقي والمتذوق للشعر العربي .. فهل يعني هذا إخفاق القصيدة النثرية في أن تحل محل القصيدة العمودية ؟
لم تخفق القصيدة ولكن اخفق الإنسان العربي في الصعود على سلم التطور وشكل التطور له تحدياً لم يستطيع أن يناجزه أو ينجزه كعمل ، لذلك استعاد واستدار إلى الماضي ، لأن الذي ينكسر على سلم التطور لا يملك إلا أن يتراجع إلى الوراء ، حيث الحنين إلى الطفولة والجذور ، والقصيدة النثرية هي واحدة من التحديات المعاصرة ، لكنها لا تقتصر على كونها لحظة مصادمة عصرية ، مع كائن تراثي كبير وتليد ، هو الكائن العربي في لحظة تماسه مع الغرب وإنما تتعداه إلى مستوى أن يكون جزاً من عظمة ماضية ، ولأن يكون أعظم من ماضيه ، فإذا لم يكن شاعر اليوم أعظم من المتنبئ فإن الرجوع إلى المتنبئ يكون مبرراً حتى إذا كان على مستوى المتنبئ فهذا لا يكفي ، بل لابد أن يتخطى المتنبئ ، ومن يتخطئ المتنبئ ؟ وكيف يتخطاه ؟ فأنت يمكن أن تتخطى بنص مركب من اللحظة الراهنة ، من ذلك السفر القادم من الغرب حيث الدنيا المعاصرة ، ولكي تنتج نصاً يفهمه العالم لأنك إذا أنتجت نصاً بلغة المتنبئ وامرئ القيس فلن يفهمه العالم ولذلك نادراً ما ترجمت هذه الإشعار إلى لغات أجنبية لأنها عصية على الترجمة ، فالنصوص موجودة وقراها المستشرقون ، إذاً ماذا نفعل بهذه النصوص على مستوى اللحظة الراهنة ، حتى لوا عدنا إنتاجها بنفس الصورة التي كان عليها أو بأحسن منها.. ماذا يجدي ذلك ؟
لأن العالم يتكلم بلغة أخرى هي قصيدة النثر ، إذاً لابد أن ندخل إلى العالم بلغته ونناجزه فيما يتقنه هو بل ونحاول أن نكون أكثر اتقانا منه لما يتقنه هو ، وهذه هي مشكلة الإنسان العربي أو الإنسان في العالم الثالث أنه يضل حبيساً لما يتقنه هو فقط ولذلك تجده عاجزاً عن صناعة السيارة والطائرة وحتى القصيدة النثرية ، لكنه بالمقابل يجيد صناعة أي شي من الماضي ويتقن علوم الماضي ، ويعتقد بمعتقدات الماضي ويكتب شعراً من الماضي ويعجب بها كثيراً لكنه لا يستطيع أن يقدمها للآخرين أو يقنع بها الآخرين فما فائدة كل ذلك ؟ وهذا هوا السؤال الذي أطرحه أمام سؤالك أكثر مما أجيب عليه .

البعض يشكو من غياب الحركة النقدية ويعلق عليها أسباب تدني مستوى النصوص الشعرية وبقية الأجناس الأدبية والفنية .. ما رأيك في ذلك ؟
أوافق كثير على هذا القول مع شيء من التعديل وهو أن النقد يسبق في كثير من الأحيان والعمل النقدي مربوط بحركة التاريخ وتطور الحياة وتجاربها وهو مفتوح على قابلية التحولات وعلى أفق الرؤيا وعلى العلوم المختلفة وعلى حركة الحياة ، إذاً فالعملية النقدية تعيش تحولات الواقع بشكل دقيق وبشكل متقدم على الشكل الإبداعي المنتج في مضمار واحد ، لأن النقد عملية تخترق الزمن وتنتشر على المكان ، فهي حركة عمودية وأفقية في نفس الوقت ، في حين أن العملية الإنتاجية في مجال إبداع معين هي حركة عمودية في الأساس ، صحيح أنه مطلوب من المبدع أن يتثقف ويقرأ في مجالات إبداعية أخرى متشابكة مع المجال المضمر الإبداع فيه ، فإذا كان أساساً للمبدع فالأولى للناقد كذلك وإلا فلا يمكن أن يكون ناقداً .

الملاحظ في منطقة الخليج أن النص القصص السردي يكاد أن ينعدم أو كما يشبهه البعض أنه الصوت المخنوق .. أنت كناقد بما تعلل هذه الحالة ؟
أعتقد أن القصة تشكل باب النجاة بالنسبة لشعراء العربية أو ما يمكن أن نسميه بالسرديات ، لأن السرديات جزء من إنتاج العالم المعاصر وليس ذلك فقط وإنما هي جزء من الماضي ، لذلك نستطيع أن نقيم علاقة بين الماضي والحاضر من خلال فن السرد والقصة ، وفي نفس الوقت تستطيع أن نسرد القصيدة ونستطيع أن نمسرحها أو نسينمها أو نشكلها ونستطيع إنتاج النص بأشكال عديدة الأشكال من شعر وتشكيل وسينما ونستطيع أن نحرك بنيه النص ، نحو فضاءات نوعية ، أو عبر نوعية كثيرة فالقصة والمسرح والدراما هي أبواب نجاة للقصيدة العربية فهل تستطيع القصيدة في زراعة هذه الأشكال الفنية في جسدها أما القصة والرواية وكل شبكة السرديات فهذه بوابة واسعة لفننا الوحيد .

بعد أحداث سبتمبر أصبحت الأقطار العربية مطالبة بإدخال إصلاحات تربوية على مناهجها التعليمية ومع أن هذه المطالب قد طرحت محلياً منذ زمن مبكر ولم تؤخذ بعين الاعتبار .. ترى هل هناك توافق بين ما يتطلبه الواقع وما يفرضه الخارج ؟ وأين تكمن الإصلاحات التربوية من وجهة نظرك ؟
أولاً شكراً على هذا السؤال الأكثر أهمية ، وشكراً على وضعه بهذا التسلسل من هذا اللقاء حيث جاء السؤال من المفصل المناسب بعد الحديث عن قصيدة النثر هذا المظهر العصري والكوني الذي يعبر عن اندفاع الحياة أدبياً نحو الحداثة والمعاصرة ، وتحدثنا عن القصيدة التراثية في أول مستوياتها عند المتنبئ وامرئ القيس وقلنا ماذا نستطيع أن نعمل بهذا التراث إذا كنا لا نمتلك لغة العصر ؟ وقلنا هل تعنينا عملة نقدية وأن قدت من الذهب إذاً كنا لا تستطيع صرفها .
إذا كيف نجعل من الأدب العربي أدباً متقبلاً عالمياً، فالإنسان العربي إذا كتب نصاً اليوم سيكتبه باللغة العربية ولن يستطيع أن يغادر هويته اللغوية لأنه سيكتب بلغة القرآن ولغة الأجداد ، لغة التراث ، لكن سيكتب بهذه اللغة عند مستوى من مستوياتها المتجددة باللحظة الراهنة ، أي أنه سيشققها وسيفرعها تفريعاً يجعلها تلد ابنتا لغوية معاصرة تكون متقبله على مستوى الصورة وعلى مستوى التركيب وعلى مستوى الظهور من القواعد الصرفية والنحوية أما أن نبقي على اللغة بمستوياتها القديمة ، على مستوى المعجم الذي أصبح مهجوراً ، وعلى مستوى العصر اللغوية والفنية وملتصقاً بأدوات التراث القديم ، فهنا تظل المشكلة قائمة لأنه سيضل حبيساً في قوقعاته وخصوصياته التي لم يسبق له المحاولة في فتحها على ثقافات وهويات الآخرين ، لكي يجدد بها ما يمكن تجديده ويحاول منها ما يمكن تحويله ويفرع منها ما يمكن تفريعه ، والمعروف أن الكائن إذا ظل داخل قوقعته ولم يخرج منها سياتي من يدخل عليه عقر داره ويقتحم عليه قوقعته ، وهذه المسألة نحن نعرفها في حالة الغوص ، لأن الكائن الرخوي يتذرع بقوقعته في الداخل ويضل متشبثاً بقوقعته خوفاً من أن تجرفها التيارات وتصبح مرمية على السواحل بدون شكل ولا هوية وعندما يلتقطها أحد المارة في الساحل يقوم بتنظيفها ويضعها على مكتبة ، وخوفاً من ذلك المصير تتجذر القواقع في البحر وتتشبث بصخوره ، هذه غريزة في طبيعة الأشياء لكن إذا اضطربت الرمال حولها لابد أن تفغرها حبة رمال وهنا يستفز الكائن الرخوي ويفرز من لعابه مادة تعمل على التلألؤ داخل المحارة إذا حالات الاقتحام هي حالات طبيعية ، عندما تصير الطبيعة معزولة في عنصر من عناصرها ، وإذا لم يستطيع هذا العنصر أن يتواصل مع بقية العناصر في الطبيعة ، تأتي ظروف ما وتجعل بقية العناصر أو بعضها يقتحم عليه عزلته وهذا من الأمور الطبيعية ، ولكي يتواصل قانون الطبيعة في رسم مشهده الكامل لا يمكن إن تعزل نفسك ، العالم اليوم يعيش حالة واحدة أين أنت من هذه الحالة ؟ إذا عزلت نفسك ، مت ، فينبغي عليك إذا أن تدرس كيف تتواصل مع الآخرين قبل أن يهجموا عليك ، وعلينا أن نعلم أن العزلة اليوم غير ممكنة حتى وأن اخترناها ، وحتى لا تكسر أبوابك وحتى لا يتم تبديلها أو إغلاقها بأقفل جديدة ، يجب عليك أن تبادر لفتحها ، لأنك لا تملك الحق في إغلاق بابك ولا تملك اختيار مواعيد إغلاقها لذلك من الأولى أن تتركها مفتوحة .
اليوم نحن العرب نعيش في زمن صعب ولسنا الوحيدين في هذه المحنة ، وإنما كل الذين تعودوا على العزلة يعيشون في هذا الزمن المتصف بالانفتاحات الجارفة على مستوى الإعلام والمواصلات والثقافة فإن كل هذه المجتمعات المغلقة تعيش في محنة لأن العالم من حولها يعيش حالة كونية عارمة أو حالة طوفانية عارمة وسيشمل الطوفان كل أرجاء المعمورة والكل سيجرفه الطوفان ، والمستعد للطوفان هو الذي سينجو فقط ، الآن أدوات تربيتنا ومناهجنا صار لها سنوات طويلة ، بل وقرونا حتى صارت أدواتا بدائية في هذا العصر وعندما نفكر بالنجاة كيف سنصنع قاربنا ؟ وكيف سنستخدم هذه الأدوات مجاديف للنجاة ؟ هذا هو السؤال ؟ والسؤال الأهم هو كيف نستطيع أن نمسك بمجاديف لا تنتمي لضلوعنا ومبادئنا ؟ كيف نعيش زمان لا نؤمن به ولا يؤمن بنا ؟ كيف نتواصل مع من لا نحبه ولا يحبنا ؟ هذه هي الأسئلة الصعبة في هذا الزمان الصعب .

هل يعني هذا أن لا مخرج لنا مما نحن عليه اليوم؟
ليس هذا ولكن علينا أن نفكر بشكل مؤسسي ، وعلى المؤسسات الثقافية أن تفكر ماذا نعمل ؟ والمؤسسات السياسية نفكر أيضاً ماذا نعمل ؟ وكذلك المؤسسات الدينية .. كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم .

وهل سينتظرنا العالم من حولنا حتى نفكر ونقرر ؟؟
المشكلة بالنسبة لنا ليست أن نسير ولكن كيف نسير .. كيف يمكننا أن نركب قطار العالم المعاصر؟ وماذا نختار معنا من أمتعة السفر ؟ وهل سنذهب إليه فرادى أم جماعات ؟ لذلك لابد من دراسة الكيف ، ولابد أن تجتمع العقول في كل مؤسستنا العربية والإسلامية وتسائل نفسها ماذا نحتاج وماذا لا نحتاج عندما نضطر لركوب قطار العوالمه ونحن مضطرون الآن ، ولا نستطيع أن نأخذ كل شيء معنا، ولابد من فرز الأهم فالمهم ، وأن نتعلم من السفر على متن الطائرة ، فبعد أن كنا نشحن كل أشيائنا عندما نسافر ، أصبحنا عند الركوب في الطائرة نحمل الأشياء المهمة ، في السابق إذا أراد أحدنا أن يسافر فإنه ينقل معه بيته كاملاً بأثاثه وأدواته وكل محتواه ، لكن الآن الأمر يختلف وتكليف السفر تزيد ، ونحن لم نتعلم بعد أن السفر هو انتقال من وضع إلى أخر ومن مرحلة إلى أخرى ، طبيعة السفر الآن تحتم على المسافر أن ينتقل من وضعه وبيئته التي كان عليها ، لأنك في السفر إذا سافرت ونقلت بيتك معك كأنك لم تسافر لأنك ستضل في البيت الذي سافرت منه وتحمله معك ، لكن إذا سافرت بحقيبة واحدة فإنك ستعايش الآخرين لأنك ستأكل مما يأكلون وتلبس مما يلبسون .. الخ .
السؤال الآن هل نحن مخيرون ؟ بالطبع لا .

هل تحب أن تضيف شيء في هذا اللقاء؟؟
أتمنى أن يجتمع القادة العرب في مؤتمر عاجل ليدرسوا واقع حصونهم وهي تترنح أمام أعين العالم قبل أن تسقط إن هم سبقوها قبل أن تسقط عليهم وعلى شعوبهم فهل يفعل كبار القوم ما نأمل منهم؟

اترك رد

اكتشاف المزيد من عناوين ثقافية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading