تجليات الفتى الأسمر

 إبراهيم زولي

قرب تلك البيوت التي تشبه الأصدقاء
نزعت قميص الطفولة
فانكشفت قامتي
هل يعود الصغير الذي حاورته
الفوانيس حتى يُسِرَّ إليها حديثًا
فصاح بأعلى صباه وأغفى
ولكنه أضرم الشعر بين سريرته
فأتاه اليقين
ألم يكن الساحليُّ من الماء
والعابرون أتوا من قوافي الزبد
كيف سار الغُزاة له
وهو محتشم في الجسد
إنه الآن منفرط في الشوارع
والدرب من حَمَأٍ لم يُسَن
غيَّب الدّجن قامته
ثم حن إلى ظله
شده الليل من حزنه فانتحب
ما الذي تبتغيه المسافة من زنجبيل الكتابه
هو العشق شاهده والطيور المحناة بين نزيف الربابه
فتى أسمر تحت جذع النهار المراهق
ملتحف بالقصائد والروح نافرة من يديه
يستعير وجوه حبيباته من حقول رؤاه
وينقش أسماءهن على جانبيه
بعدما أهرق الصحبُ زيتَ الجنون
على شمعة نصف موقدة في منازل مهجته
فاستوى شجر الحبر في كفه وارتوى
سيدي قف جحيماً على كتفي
لم أعدْ أستطيع النّواح
صاعداً نحوك, الإثم يلدغني
هل أسير وحيدًا يخضِّب ما اقترفت ساعداك فمي?
والمدارات حينئذٍ تتمثل لي عاشقًا ما اكتوى
أيكون الشقي الذي استنشق الزعفران على كاحليك أنا
فاكتسى بالعلو المباح.

اترك رد

اكتشاف المزيد من عناوين ثقافية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading