قصائد

جميل مفرح

على رأسِ رُمحين لا يطعنان

قليلاً.. وندخل جنتنا مثلما دخل الأبوان
قليلاً.. وينبتُ من حولنا شجرٌ باذخٌ
لنلفَّ بأوراقِهِ سوأةَ الوعظِ
والرَّوغِ بالكلماتِ عن المُشتَهَى…،
سنقرِّرُ أن نتركَ الكلماتِ تطيرُ
ونقفلُ أقفاصَنا الذهبيةَ في وجهِها
حينما تشتهي أنْ تؤوبَ
بخُسرانِها
فمعاصمُنا ذاتَها ما تزالُ
مقلَّدةً بدماِء القيودِ..
الدِّماء تطلُّ علينا برائحةٍ
غير رائحةِ الخوفِ
والخوفُ نامَ على بابِ جنَّتِنا خاسراً
لم تدعْهُ ملائكةُ اللهِ يعبرُ في إثرنا..

قليلاً.. ويجتمعُ البَردُ والنَّارُ
في جَسَدٍ واحدٍ ليس يشبهُ
أجسادَنا الطِّينَ..
ندخلُ فيهِ فيُدفئُنا
ثم نخرجُ منْهُ لنشربَ كأساً
بلونِ جليدٍ مُسنٍّ
على رأسِ رُمحينِ لا يطعنان..

قليلاً.. وننسجُ من شجَرِ الاشتهاءِ
قميصينِ مؤتلفينِ نعلِّقُ لونَيهما
في رموشِ الخطيئةِ
كيما نقولُ لها:
أسدلي دونَنا حُجُبَ الجفنِ
حين يُقالُ: كُلا واشربا…،
ثم لا تقربا…،
إنَّنا الآنَ أقربُ
ما يُرتَجَى مِنْ شِغافِ الخطيئةِ..
ها نحن نأوي إلى سدرةٍ دونما مُنتهى
وأناملُنا تقرعُ البابَ
تفصلُنا لمسةٌ والصراطُ أبى يستقيمُ
والكفوفُ النَّديةُ أحذقُ مِن أن تظلَّ
على عهدِها..
بعضُها يستديرُ وبعضٌ يمرُّ بمصباحِهِ
كي ندبَّ على إثرهِ دونما عَثرةٍ..
الخطيئةُ تكثرُ أشجارُها
والثمارُ الشَّهيَّةُ مِن حولِنا تَتدَلَّى
وتسقطُ واحدةً تلوَ أُخرى
على رأسِ لحظتِنا..

قليلاً.. ونسألُ لحظتَنا:
هل نفيقُ ونتركُ جنَّتَنا بعدَنا كالصريمِ؟!
أفقنا مراراً مئاتٍ فلم نستطعْ
أن نرى نصفَ عينٍ نعودُ عليها إلى رُشدِنا
لن نفيقَ إذنْ…،
فاللذانِ أباحا خطيئتَنا لم يفيقا
ولم يرقدا بين جُدرانِ جنَّتِنا خالِدَين..
الخلودُ جدارٌ تُدقُّ عليهِ الرُّؤوسُ
فتسقطُ عائدةً للترابْ.

أنشودتان.. فقط.. لعدن

1- تحياتها حارَّة
لعدن بسمةٌ
تشبهُ إلى حدٍّ ما سحرَ الكلامِ
صورةٌ بديعيةٌ تشرقُ من بين ركام
الحروفِ والكلماتِ فتضيئها..
كلما استقرَّت في عبارةٍ
حملَ الشاعرُ قلبَهُ في يديهِ
كتلةً من ضوءٍ وعطرٍ ورائحة بحر
ورمى به عالياً جداً
لتلتقطَهُ الطيورُ التي أدمنتِ الورق..
ربما تمتلكُ عدن شفاهاً كثيرةً
مؤهلةً للابتسامِ
ولكنها حين تقرِّرُ أن تبتسمَ
تأخذُ إجازةً من المدنيةِ
وتقومُ بنزهةٍ قصيرةٍ على قاربها
ثم تطلبُ من البحرِ أن يتجرَّدَ من ملحِهِ
ويتبخَّرَ شفاهاً عذبةً يتقاسمها
العابرون ويهدونها لأطفالهم
كي يزوروا هذه المدينةَ
ويتقاسموا مع نوارسها التحليقَ فوق
الزرقة المستلقية في أطرافها..
عدن تحبُّ أن يتجدَّد زوَّارُها كلَّ يوم
وأن ينصبوا أقدامَهم على شواطئها
ولو لبرهةٍ قصيرة…، تتذوَّق فيها أجسادَهم
وتضعُ على بشراتهم خاتَمها الأسمر
ثم…، تودِّعهم وتعدهم بأنَّهم سيعودون..
عدن.. تفتحُ كلَّ مساءٍ صدورَ جبالها
وتخبئُ ما تستطيعُ من ملحِ البحر…،
تستبدلُ الملحَ بالعشقِ
فيشرعُ البحرُ
قلبَهُ للبحَّارةٍ والصيادين
ويرتِّبُ وجهَهُ للابتسامِ في وجوهِ الزائرين..
عدن تحبُّ أن يكون الشروقُ
جزءاً من ابتسامتها
والليلُ مخدعاً للمارستها العشق..
عدن لا تتركُ الشعراءَ يمروُّن عليها
بسلامٍ آمنين صامتين…،
تفتحُ دفترَها عند منتصفِ اليومِ
ليضعَوا ما توفَّرَ من تواقيعَهم
وتفتحُ نافذتَها كلَّ مساءٍ على البحرِ
ليمرَّ على ساكنيها واحداً واحداً
ويبلِّغهم تحياتِها الحارة..
عدن … مدينةٌ
ممزوجةٌ مِنْ كلِّ إناثِ الأرضِ…،
طفلةٌ.. تمرحُ جيئةً وذهاباً في الزمن
تتأرجحُ في كتفيهِ…، تتزلجُ على شرايينهِ
وتُدلِّي قدميها من شرفاتِ قلبِهِ..
فتاةٌ مثقفةٌ.. تغازلُ البحرَ
ببواكير خواطرها العشقيَّة…،
تسكبُه في مخدَّتِها فتنامُ محتضنةً إيَّاهُ..
سيدةٌ.. تركَ العشقُ لديها متاعَهُ
وظلَّ على بابها يافطةَ عبور..
أمٌّ.. تُراقبُ أبناءَها يبنون الرملَ
ويهدمونه على شواطئها فتُمدِّدُ سنواتِها…،
وفي كلِّ مرةٍ تسترخي عواطفُها
على دفءِ الشاطئِ
تطلبُ من الابتسامِ أن يُجدِّد فترةَ إقامتِهِ..

2- لم تبدأ بعدُ قصيدة عدن
من أعلى فقرةٍ في عنقِ السيدةِ أروى
على علوٍّ شاهقٍ زافرٍ
تستديرُ بوابةُ عدن في انتظاري
كي ألقيَ قصيدتي التي وعدتُها بها
ذاتَ فكرةٍ كان الأصدقاءُ غير متحمسين لها..
تركتُ الجميعَ حتى نفسي ورائي
واحتضنتُ الأخدودَ أو احتضنني
…، لا أتذكَّر
كان الإسفلتُ قبلةً حارةً
تربطُ فمي ببوابة عدن
التي سلب التاريخُ أو ربما الموتُ بابَها
منذ زمنٍ بعيد…،
كانت مشتاقةً لرائحة شاعرٍ جديدٍ
يسرقُ بعاصفتهِ ملابسَها اللابدة
وينتزعُ شبقها المزمن..

وضعتُ قصيدتي الموعودةَ فوق
أحجارها غير المرتبة
وبدأتُ أجرُّ الأفقَ الأزرقَ صوبي
كطائرةٍ شراعيةٍ أطوِّف عليها قصيدتي..
تلمَّستُ فمي ولساني واللغةَ العربيةَ
بحثاً عن ثقبٍ أنفذُ منه إلى وعدي
وقبل أن أتفوَّه بشيءٍ مما يفتعلُه الغاوون
من ترتيباتٍ وطقوسٍ حمقاء
دوَّى التصفيقُ
فازدحمت ْ بي جهاتي الست..
كان البحرُ جمهوراً كثيراً يجيدُ الاستماع
اختطفني بقوة من مناغاة الشفقِ
التي بدأتُ أتعوَّدُ عليها لبرهة..
كنتُ شاعراً واحداً فقط
وأفواهاً لم يستطع أن يعدَّها الحاضرون
ولم أتمكَّن من أن أنظِّمَ لها طابوراً مستقيماً
على نافذة الكلام..
كانت عباراتي مراكبَ مشحونةً
ببضائعَ مختلفة
غير أنَّني لم أستطعْ أن أكونَ إلا أنا
ذلك الواحدَ الواضعَ دهشتَهُ على ساحل أبين
ويديه على عنق أروى وشفتَي عدن
في انتظار المزيد من التصفيق..

كان مرورُ اللحظات
يكشفُ لي كم أنا مهووسٌ بعدن
ويثبتُ أنني لم أقلْ شيئاً…،
…، لم أبدأْ بعدُ قصيدةَ عدن
أفرغتُ كلَّ ما في جيوبي …،
ولم أستطعْ أن أبدأَ طوال تلك الأشفاق
والأصايل المتلاحقة..
اكتشفتُ أنني تقاضيتُ أكثرَ
مما تستحقُّه مرَّاتُ عبوري بوَّابةَ عدن
التي منحتْ عذريتها لغبار الزمن
وظلَّت تنتظرُني
فارساً يمتطي حصاناً أسودَ
لا يشبهُ إلا الليلَ
أو يكادُ يكونُ هوَ مع فارقٍ بسيط..

سأطلبُ من كمال البرتاني وعلي المقري
أن يبتاعا لما تبقَّى من الرَّجُلين
الفائقين بداخلهما تذكرتَي عودةٍ عاجلة
وأن ينصتا إلى هذا الهذيانِ اللذيذ
السائرِ على قدمَين من زبد..
أنا واثقٌ من أنَّهما سيصفِّقان أيضاً
وسيستعيران انفعالي لأقلِّ من ليلةٍ مكتملة…،
غير أنَّني أخشى فيما بعد
حين أنزلَ من منصَّتي
أن أواجهَ الرَّجُلين الفائقين مرَّةً أخرى
فيسخران من نشيدي لعدن
وينصحاني بألا أكرِّرَ إهدار ما أهدرتُه
من حبرٍ وورقٍ ودقائقَ باهضةٍ على
هذه العباراتِ المنبرية..

وعلى الرغم من كلِّ ذلك سأحتفظُ
بسطوري وأضعُها مع حاجياتي الثمينة
لأثبتَ لأصدقائي الذين لا يبارحون أنفسَهم
أنَّني التقيتُ عدن ذاتَ صدفةٍ مُرتَّبة…،
كما سأستعينُ بها
على مُساءلات زوجتي التي لا تنتهي
ودفترِ التحقيقِ الذي يُرافقني
إثر كلِّ عبارة وداعٍ
ويستقبلُني مع كلِّ قرعة باب.

 

أودُّ…، كما فعلتُ في الخامسة

ليت لي يداً إضافيةً
أجندِّل بها كأس الماء لأفزع
أو أتظاهر بالفزع وأتوقَّف عن كلِّ هذا..
كثيرون الذين استمروا أو تسمَّروا
على حالتي هذه…، ولكن…
لم يتبقَ منهم أحدٌ سواي
لا أحبُّ أن أصل إلى مطافٍ منتهٍ..
أن تعدو بما أوتيتَ من بأس
وتجنِّد مع كل قدم من قدميكَ عيناً
معناه أن تُحمِّل عينيك مالا تطيقان
معناه أن تُمدِّد دوريات تجنيدهما أكثر
معناه أن تُكلِّفهما بمراقبة
ضفائر الدم المتدلية من مكانٍ ما…،
ولن تستطيع أبداً أن تحمِّل عينيك
مسئولية ما حدث..
ليس عليهما ولا بمقدورهما
أن يريا جداراً استقام في طريقك
ليلة البارحة..
أو أن يتنبأَ بحفريات المجاري والكهرباء
والهاتف التي تنتشر فجأة كالوباء…،
وتتراجع بطيئاً من أجل
اجتراح أجور إضافية للعُمَّال الكادحين..

ليت لي عينين ساهمتين إضافيتين
أتركهما للموقف ذاته وأمضي في حالي..
هناك مهامٌ أخرى عليَّ القيام بها…،
هناك من ينتظر نصيبه من هاتين العينين..
عليَّ العودة باكراً لئلا ينام طفلي
دون أن يتمرأى فيهما
ويغازلهما بحركاته المقصودة الأولى..
عليَّ العودة باكراً بهاتين العينين
اللتين تحملان كلَّ مساء طبق العشاء لزوجتي
وتوجهان المساء حيث أريد..
عليَّ اصطحابهما لإنجاز فروضي اليومية
ومشاهدة البرنامج التلفزيوني الذي نتقاسم
والفراغ وأثاث المنزل كمية الملل
التي يبثُّها كفرض يوميٍّ لازم..
و…، و…، …،
لا بد من اصطحابهما ولو لم يكن إلا
من أجل ممارسة لذَّة النوم التي
يوشك الوقت أن يُجهز على ما تبقَّى منها..

ليت لي شفتين إضافيتين عاطلتين
أُلصقهما على هذا الوجه الذي يناصبني العشق
وأمضي في سبيلي..
لا أستطيع مطلقاً العودة إلى مخدعي البسيط
بشفتين متورمتين برائحةٍ أخرى…،
حين تدخل الرائحة الأخرى منزلنا
يحدث الكثير من الأشياء المخيفة…،
كأن ينكسر عددٌ من أكواب الشاي الساخنة
أو تتلف الأجهزة الكهربائية التي ألمسها
أو تندلق قارورة الحبر على
مسودة كتابي الجديد..
أو أتلقَّى في مكالمة غير منتظرة نبأً سيئاً…،
وفي أحسن الأحوال وأقلِّها ضرراً
تربكني مواراة الرائحة الغريبة فأتعثَّر
عند مدخل الباب وتلتوي إحدى قدميَّ
وتتبعثر الرائحة المشبوهة
من مسامات جلدي وثنايا ملابسي
المولعة كثيراً بالنميمة..

ليت لي رأساً إضافيةً
أضعها على رأس عصا وأُعلِّقها
مكان رأسي التي بدأت تشعر بالدوار..
على رأسي أن تعود كلَّ مساءٍ مألوفةً..
رأسي…، …،
لا يمكن أن تكون جديدةً ونظيفةً
وأنيقةً كما يبدو لي هذا المكان..
لا أحبُّ أن يغسل رأسي أحدٌ آخر غيري
وغير أكداس الكتب
التي كثيراً ما تتهمها زوجتي بالمضارَّة..
أود هذه اللحظة أن أبكي كثيراً كثيراً
وأصرخ وأتبوَّل على ملابسي
كما فعلتُ في الخامسة…،
حين استعجل والداي تعريفي على السيد الملل
وأصرَّا على أن أقضي عمراً طويلاً
من ساعات اليوم متجمداً مع عشرات
الأطفال أمام عصا تلوح يمنةً ويسرةً
وشفاهٍ تتحرك بكثرة
ومعلِّمةٍ لا أتذكَّرُ منها غير رائحةٍ
كانت تستخدمها لتنويم ثلاثين طفلاً
طيلة خمسٍ وأربعين دقيقة
وأظافر كانت تتولَّى إيقاظنا من آذاننا..

ليت لي جسداً إضافياً يتَّسع
لكلِّ هذا المساء…،
أضعه في تصرُّف الطاولة الشرهة
بينما أعود أنا بجسدي المتهالك
أرميه على وجه المطاف الأخير وأدرك
ولو لحظات بسيطةٌ من رائحة الضمير…
يا إلهي…، …،
كم أصبحت رائحة الضمير ثمينةً وصعبةً
وأحياناً مثيرة للاشمئزاز.

 

أتدحرجُ إلى علو

لا أحب أن أصفع الشتاء في مؤخرة رأسه
أو أكرِّر بصقاتي على القمم
الشاهقة البيضاء
التي تغطُّ في لا مبالاة عميقة..
ولكنني…،
وعلى الرغم من تلك الرغبة المهملة…
مضطرٌ لأن أخلع معطفي
وألقي به على كانون منزلنا الذي
استعجل فاتورة الهرم..

تنُّور بيتنا المهترئ لا ينطفئ
والطعام لا يستطيع إلا أن يستأذن البرودة
وينام في حضنها رضيعاً لقيطاً
والأطفال ذوو الثياب القصيرة جداً
والمتبلة بالرقع الملونة
مستعدون في أية لحظة…،
لتبادل الإنصات إلى مقطوعات أسنانهم
البيضاء أيضاً..

كثيراً ما تأخذ بيدي الهستيريا
إلى هواية تكديس الأوراق البيضاء
والمحافظة على ملمسها من خشونتي…،
جيوب بناطيلي وستراتي
وقمصاني البيضاء أيضاً
مكتظةٌ بالورق الأبيض الزائد عن الحاجة
تحسُّباً لغدٍ غير أبيض…،
يركلني بين الفينة والأخرى
فأظل أتدحرج أمامه باتجاه قريتنا
المتدلية من عنق جبلٍ ما شمال المدينة..
سيتباكى كثيراً زملائي الأميِّون
ويبتسم أقاربي الحجريون
حين يدَّعي أولئك تفرُّد شاعريتي
ويعمِّمون أتفه قصائدي على وسائل النشر
وحين ينعونني ويمنحون معظم عمري
لخدمة الوطن..
سيضحك الجميع
حين يقلِّبون كفِّي البيضاء
من غير سوء…،
فلا يجدون غير حفنةٍ من الترهات
لن يلزمهم اعتبارها مسودةً
لقصيدتي الأخيرة
ويجمعون على أنها وصيةً مبيَّضةً
تلحُّ على أن يكون كفني أبيض..
أكثر من سيقتله الضحك ليس غير ذلك الطفل
الذي كانت يداي آخر جمرٍ يلمس
جسده المتجمِّد
وآخِرَ سردابٍ عبَرَه إلى غيباتِه…،
ستنبت له شفاهٌ جديدة طارئة للضحك
حين يعلم بأنَّ رائحة كفنه ما تزال
عالقةً في بصماتي المشاعة
وتراب قبره مبللاً بارتعاشتي الشهيرة..
سيعلم أيضاً أن ملامحه الأخيرة
ومشاهد التراب والظلام المتساقطة من حوله
ما تزال تأخذني إليه
كلَّ مساءٍ مجهَّزٍ بعتاد البرد..
وعلى الرغم من كلِّ ذلك أيضاً
لن تستطيع أية نارٍ
أن تلتهم ما يستأثر بمنزلي
وذاكرتي من بياض
ولن أستطيع أن أوفِّر الحبر اللازم
لتعديل كلِّ هذا الفراغ
لن…، أستطيع …، ..، .،
ما تزال قدما الغد تتناوبان ركلي
وأنا،……..، ما أبرح
أتدحرج إلى ذلك العلو.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: