مقامات
عبد الوهاب العودي
صلاةُ الغبار
“From Dust to Dust we return”
هُنَا, أجلسُ
و هُنَا, يتجمَّعُ غبارُ الوقتِ
أو بالأحرى يتكدَّسُ
في الفَجَواتِ التي لم تُشْبَعْ
تلك المهجورةِ ,على حدٍ سواء
قصداً أو بدون قصدٍ
فوق أوراقي التي اُحْضِنُهَا ألمي
تلك الأوراقِ الزرقاء
الزرقاء خصوصاً, لا غيرها
و على فراشي العتيقِ؛
المُتعبِ كجسدي
و آهٍ, فلذكرِهِ, أحنُّ إلى بطنِ أمي
فكم هو أليفٌ!
و كم أحبُهُ حدَّ الارتباكِ,
حدَّ التصبُّبِ عرقاً
و حولَ ذاكرتي
أو بالعمقِ منها
حيثُ يلتقي الغبارُ بأيامِهِ الأولى
هُنَا أيضاً
بذات المكانِ,
و ذات الزمانِ ( إيماناً بالتناسخِ)
يَتَكَرَّرُ المَشْهَدُ
يَتَكَرَّرُ المَشْهَدُ
يَتَكَرَّرُ المَشْهَدُ
و من دونِ سخطٍ
اقبَلُ الوضعَ كما هو
أو كما اعتدهُ
إذ أبدو جالساً هُنَا
ليس لشيءٍ
و إنما اُصَلِّي للغُبَارْ.
ليلٌ و جسد
كم طويلٍ هو الليلُ!
يزحفُ كالسُّلحفاةِ
على رملِ عينيكَ- يا جسدي
كم كئيبٍ!
و كم موحشٍ!
تتقاذفُكَ الرِّيحُ في وجهِهِ,
و تهلُّ الكوابيسُ
مثل النِسُوْرِ على جسدٍ
تستبيحُ المسافةُ خطوتَهُ,
و الخطوبُ ابتسامَهُ,
و الاخضِرَارْ
مرهقٌ أنتَ,
مُحترقٌ
و بعينيكَ أطلالُ ذاكرةٍ,
و ابتسامةُ طفلٍ
و حلمٌ بلا موعدٍ
شاخَ في عامِهِ البِكْرِ
و ابيضَّ شَعْرُهُ
من كَدَمَاتِ السنينِ,
و من زَبَدِ القُوْلِ,
و الانتظارْ.
الألم
خُذْ بقلبي إليكَ!
و علِّمْهُ- يا صاحبي
كيفَ يغدو طَبِيْبَا.
الحزن
خَيْمَةُ الأنْبِيَّاءِ,
و دمعةُ مريمَ,
و الغارُ
نأوي إليهِ
إذا ما اقْتَفَتْنَا العواصفُ,
و اشتدَّ قيظُ السَّمَاءْ.
الخوف
ادنُ مِنْهُ!
و عانِقْهُ!
صافِحْهُ!
و اغسِلْ بمائِهِ عينيكَ,
و اغسِلْ بعينيهِ ماءَكَ
أو فانْهَزِمْ.