فانتازيا
وضاح الحريري
للمرة الثانية تمزق قميصي أيها الوطن
حسنا.. سأخبر والدتي بذلك
وضاح اليمن خالد حريري
فانتازيا.. (هل تسمعني يا زجاج ؟!)
أبواق السيارات في زحمتي لا تتوقف
إلا إذا بدلت جسدي بشارع عريض
واسترحت على طاولة تشرب الشاي معي
عندما يندلق عليها فيلسعها
لست خرافيا إذا طلبت من رجل المرور وقف زحف الصراصير
إلى السوق وعلى الوجوه الراكدة..
ليت العالم يصبح مكعبا كي لا يتدحرج أكثر، فحين أسافر
من الباب إلى النافذة، ومن الدولاب إلى المرآة ترهقني خطواتي
لأن حذاء السنوات ضيق..
أحتاج لتخفيضات في الأسعار كي أطلب وطنا ( تيك أواي )
أو أرسل وطنا بالفاكس إلى مكتب تأجير عقارات..
عدة أعوام ولم أصل إلى الشماعة بعد.. فموكيت الغرفة مزدحم
بالفقراء..
وأنواع الفقراء عديدة مثلا فقراء (كريستيان ديور) و ( بريتش بيتروليم )
وفقراء (سامسونج ).. وهناك على الموكيت أيضا فقراء
يحكون اللغة العربية
الألف حرف بدوي جاء يسعى وبنى خيما من عدة طوابق
كقصور الجنة..
علمنا كل الأسماء : ( روتانا ) إسم فتاة غجرية
( هوت بيرد ) قاموس في علم الأعضاء
و( دريم ) شاب مثقف وعاطل عن العمل
ستمضي أعوام قبل وصولي إلى الدولاب لأتأكد من أرقام المحمول
وأنا.. لا أعرف من سيحملني؟ وأنا سأحمل من ؟
أخر ( ماسيج ) قالت : أن قبائلنا تغني أغاني رعاة البقر
يا أمي.. يا أمي
وطني مزق قميصي
فعلى ماذا سيقع ( الكتشب ) وطبق السلطة؟
العالم عولمنا فصرنا عوالم
العالم شيئنا فصرنا أشياء
العالم بضعنا فصرنا بضاعات
العالم مكننا فصرنا.. مكائن
العالم أفقدنا عذريتنا فصرنا حوامل.. وأتسع الفتق على الراتق..
جاءت عرافتنا ونصحت ببخور و لبان ذكر، وباطالة الشعر
باستخدام شامبو ( دوف ) و ( هيد أند شولدرز ) الجديد ، وبكريم ( فير أند لافلي )
لتبييض البشرة
ولا فائدة..
ولد جنين يشبه أحد جنود ( المارينز) حتى أنه ورث نفس الوشم
على ذراعه الأيسر…
كان المرحوم (بوب مارلي) يغني GET UP STAND UP
و محمد سعد عبدالله : خلاص حسك تقولي روح
أقصد يا أمي ..
أن وقوفي أما المرآة طويلا جدا جعلني أرى الأشياء بظهري ومن الرؤيا:
كل أطفالنا الذكور من المارينز.
كل أطفالنا الإناث شيكات واجبة الصرف .
اللغة العربية لغة رابعة بعد الانجلش والعبرية ولغة الإشارات .
خيل لي أن المشعل في يد تمثال الحرية يشبه العصا، والتاج على رأس
المرأة يشبه قبعة العسكري، وللتمثال وجهان الأول أمريكي..
والثاني أعرفه من قبل لكني لم أميزه..!
في إحدى زياراتي للمريخ العام الماضي كنت أعاني من الإمساك، فوجدت ملحا
انجليزيا.. في غرفتي ملح انجليزي.
كان المريخيون يحتفلون بشرب بيرة ( هينيكن)، وعندنا توجد بيرة ( هينيكن )
كان المريخيون يستخدمون صابون ( لوكس)، وهو الصابون الذي أستخدمه
كان المريخيون يدخنون ( المارلبورو) وهي تباع لدينا..
وعلى هذا تقدمت بطلب الجنسية
يا أمي.. اكتشفت أن أبناء عطارد وبلوتو ونبتون على علم بالموضوع بسبب
أجهزة ال (FBI ) و (CIA) .. فانتازيا
يا أمي .. وطن مغلي خير من وطن فاتر
وأنا بعد أن مزق وطني قمصاني أشعر بالبرد حتى أكاد أتجمد
أبواق السيارات في زحمتي لا تتوقف
إلا إذا بدلت جسدي بشارع عريض
واسترحت على طاولة تشرب الشاي معي
عندما يندلق عليها فيلسعها.
من نص ( سطور ) في مجموعة لا أتذكر شيئا
ـ فاصل 1 ـ
نخترع آلاف الحكايات
فقط كي نتحرر.
ـ العاشرة بعد المائة ـ
ها أنا لا أتذكر شيئا..!