حوار مع الشاعر اليمني محي الدين جرمة حول ملابسات استقالته من عضوية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين (2006)
خاص بعناوين ثقافية :سنحاور هنا شاعراً في شأن لا يخص الشعر مباشرة وإن كان على علاقة ببحث الشاعر عن الحرية من كل قيد حتى وإن كان هذا القيد مفتولاً من أغصان الورد أو من اتحاد نقابي يجمع شعراء وأدباء .. سنحاور الشاعر اليمني محي الدين جرمة الذي قدم استقالته مؤخراً (مارس 2006) من عضوية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ، وسيتركز الحوار حول ملابسات هذه الاستقالة .
خصوصية التجربة وجوائز بجدارة
كنا نتمنى أن يكون الحوار مع الشاعر حول تجربته الشعرية التي مكنته من حصد عدد من الجوائز العربية والمحلية .. جوائز حصدها بجدارة القصيدة وخصوصية التجربة في مجموعته ( غيمة جرحت ماءها ) التي فازت بجائزة الشارقة ، وفي مجموعته ( صنعاء أول ماء يغتسل بماء ) التي تأملت نصوصها وجه صنعاء فخلقت مفرداتها الخاصة وكانت جائزتها أنها نبّهت آخرين ( تنبيها شعرياً ) إلى إمكانية التعاطي مع المدينة بعين الشاعر بدلاً من عين السائح ، مرورا بنصوصه التي فازت بجوائز أخرى : ( جائزة رئيس الجمهورية – جائزة دار سعاد الصباح بالكويت – جائزة دار الصدى بدبي )
حديث الاستقالة
سواء اختلفنا أو اتفقنا مع جرمة حول موقفه من راهن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ، سيظل ( محيي ) هو الشاعر الذي لا يحب التصفيق ، وسيظل اتحاد الأدباء ( بيتنا جميعا ) كما تقول العبارة الأثيرة .
حديث الاستقالة بات معروفاً ، وقد اختلفت ردود الأفعال تجاهه بين ردود ساخرة وأخرى تعزي الاستقالة لسبب بسيط لا علاقة له بكل ما يقوله جرمة ، وقد آثرنا في (عناوين ثقافية )التزام الحياد المهني من ناحية إعلامية ، وبادرنا بمحاورة الشاعر المستقيل ، ونحن على وعد بمحاورة الطرف الآخر ممثلاً بالأمينة العامة للإتحاد .
وإذا جاز لنا أن نسوق رأياً استباقياً فإننا نرى بضرورة التعاطي مع موضوع الاستقالة باحترام لإرادة صاحبها وحقه في إعلان هذا الموقف والتسويق له بالطريقة وباللغة التي يقترحها ، ومن جهة ثانية نرى ضرورة مناقشة هذا الموقف من قبل الأمانة العامة للإتحاد .. على الأقل من اجل النظر في الأطروحات النقدية التي يوجهها جرمة للسياسة الثقافية للإتحاد .. هذا إن لم يكن من أجل بحث موضوع الاستقالة نقابيا وقبولها من عدمه .
تنويه : قبل قراءة الحوار
ننبه من سيقرأ هذا الحوار إلى أننا لم ولن نحذف كلمة وردت على لسان الشاعر باستثناء حذفنا لأسطر في النهاية تثني على ( محررَي الموقع ) بكلمات صادقة نعتز بها لكننا قمنا بحذفها لدواعٍ مهنية ، فيما عدا ذلك لم نحذف شيئا ، وبقي أن نشير إلى أننا في ( عناوين ثقافية ) قد لا نتفق مع الآراء الواردة في الحوار ولا نعتبر أنها تمثل رأينا الشخصي بالضرورة ..فإلى نص الحوار :
لا تراجع عن الاستقالة
* استقالتك من عضوية اتحاد أدباء اليمن .. هل تنوي التراجع عنها فيما لو حاولت قيادة الاتحاد الحوار معك بشأن ما ورد فيها ؟
– ما كان يهمني عموما هو أن الاستقالة قد أدت وأوصلت الرسالة كما يجب.ولا نية للتراجع عن الاستقالة والتي مازالت تداعياتها قائمة حتى اللحظة وستستمر بتنامي موقف الأديب بعيدا عن المركزية الثقافية لأدعياء الثقافة والأدب و طفيلياته.الاستقالة هي مشروع بناء إنسان وعلى هذا الأساس سأكرس دون انفعال جزأ كبيرا من اهتمامي للكتابة حول فكرة الحرية والاستقلال لضرورة التأسيس لخطاب جمالي ثقافي ونقدي مستقل بأفقه ورؤيته ينتج صحافة حرة لتنمية ثقافة المجتمع بمفهومها الحديث والمتحول لا لعزله عن الثقافة والتنمية الثقافية و بالأحرى فالاتحاد بحاجة إلى ثورة ثقافية معرفية لتجديد خطابه وتعزيز موقفه الثقافي والإبداعي ليتناسب مع فكرة تأسيسه وأهدافه التي وجد من اجلها كأول مؤسسة وحدوية تجلى فكرها وتجسد قبل معطيات الوحدة السياسية بين أقطاب التقاسم الشمولي في الجهتين .وبهذا المعنى يفترض إن الاتحاد يقف في طليعة منظمات المجتمع المدني على الأقل كان سيكون بعيدا عن شبهة ما اعتور طرح أو رؤية بعض هذه أو تلك من الهيئات والقوى السياسية بالمعنى المذهبي ” لا الوطني والإنساني ” من اليمين إلى اليسار فالوسط ومن اليسار إلى يمين اليسار والوسط وحتى لا نذهب بعيدا عن موضوعة الاستقالة والاتحاد فان هذا الأخير بحالته الراهنة قد تلوث بالمال السياسي دون أن يستطيع تكييف ذلك لتمثيل وتمثل شعاره القائل بأن”الحرية تأصيل للإبداع والديمقراطية ” لكن ما يحصل هو انه تم ويتم التكريس لتكييف سلطة الخطأ الواحد المتعدد بالمعنى البنيوي .أي بإبداع الأخطاء وإنتاجها كبنية ثقافية تنتظم خطابه الحالي ما اضعف من دلالة الاسم والموقف وحضارة الكلمة .لهذا أرى أننا بحاجة دائما إلى طرح مزيد من الأسئلة وتكريس ثقافة الاختلاف لا الخلاف بعيدا عن خشونة أو انفعال وتقليدية الخطاب السياسي والإعلامي الذي يعززه غياب الثقافي في خطاب الأحزاب وعدم تبنيه أيضا من قبل بعض هيئات التوجه المدني ما كرس لمزيد من تخلف رؤيتهما معا وانعكاس ذلك على وعي المجتمع فيما اقتصر دور تلك الجهات على مجرد كتابة التقارير عن طبيعة الانتهاك للإنسان والحقوق لكن دون إشاعة ثقافة الحرية وتمدين وعي القائمين عليها أولا ومن ثم الإسهام في تنمية معرفة المجتمع بأهمية الوعي بالقانون باعتبار وعي الفرد يمثل رافعة أساسية – لا مرورية – ؟! لتحول الوعي التفاعلي و المطلبي .كل هذا المعطيات الغائبة كان يفترض أن تحضر بقوة في خطاب الاتحاد لتعزز موقفه الاستراتيجي والفكري ورؤيته لصناعة صحافة ثقافية حرة مستقلة عن المعايير” الأمنية” القائمة عليها ثقافة الاتحاد اليوم بما هي ” ملحق” ثقافي أو عسكري تماما لا يتماشى إلا مع سياسة الواحد -فقط ولا يمثله سوى لوحده فقط . داخلا/ خارجا في دهاليز وأروقة نعومته . أما مسألة الحوار فقد كانت الاستقالة هي في الأساس موقف من اللا حوار ومن غياب استراتيجية ثقافية وفكرية بالمعنى النوعي لا بمعنى ما ينتج اليوم من ثقافة ” الفقهية السياسية ” والتبريرية لفساد قائم على حساب تراجيدية الواقع المجتمعي بألمه ومعطياته وتناقضاته والمعنى التفسيري لما سبق وان قلته أو صرحت به هو أن الاتحاد صار عبارة عن ” مكافأة ” ووعود ودرجات لأشخاص ووصوليات بعينها والاستقالة هنا لم تأت لمجرد الاستعراض الإعلامي كما يتوهم بعض – الأخطاء – في الاتحاد ولكنها جسد ت ما عجز عنه بعض الخائفين من ظلالهم . وعرت مواقف كثيرين ودمغتهم في صميم صمتهم وعزز ذلك مصداقية ما قلته لدى العديد من أدباء وكتاب وصحفيين أو متفاعلين من خارج المشهد بالإضافة إلى حجم التعاطي والتفاعل الإعلامي من مختلف الوسائط بدءا من جريدة أخبار الأدب المصرية والقدس العربي وقناة النيل الثقافية مرورا بعديد صحف عربية ومحلية ووكالات ومواقع نشر الكتروني بما فيها هذا العنوان الأبرز والفضاء الأثير للإبداع الإنساني بنوعيته إضافة إلى ما خلقته الاستقالة من انطباع في المشهد الثقافي اليمني و ما وصلني أيضا من رسائل الكترونية واتصالات تأييدا لموقف ومبدأ كان مفاجئا للبعض كما لم يكن مستغربا من قبل آخرين .
استهلاك غبار الشارع
* أكنت تنوي من خلال الصيغة المتضمنة نص استقالتك تجاوز البعد الإجرائي التقليدي في إعلان الاستقالة إلى تجسيد معلن لموقف يطرح أسئلة جديدة ويبحث عن استقلالية المثقف وحريته كفرد إلى جانب الكيان الثقافي للاتحاد كمؤسسة ؟
– أجد انك قد سبقتني إلى التعليل الجوهري بهذا القصد في تفسير معنى الاستقالة أو ظرفيتها بهذا المعنى وهو بالفعل ما نبحث عنه خارج – الأطر – التي تحكمنا خارج اراداتنا أو بإرادتنا ربما بما في ذلك التقاليد أو التقاليدية المتسلطة بجهوياتها القبلانية و التي كثيرا ما عطلت وتعطل تحولات ومشاريع كثيرة في حياة الإنسان في سياقات زمنية وتاريخية بعينها وحتى مشروع السؤال واللحظة العالمية التي نعيش خارجها اليوم بمعزل عن الإنتاجية والابتكار . حيث يعيش المجتمع حالة تقوقعه ومحليته واستهلاكيته المفرطة لكل شيء حتى غبار الشارع . وفي غياب شبه كامل لمصداقية تنمية مجتمعية يسود الفعل السلبي في حياتنا ويتكاثر في شكل تواطؤ وخيانات كثيرة لا بالمعنى السياسي فحسب. ولكن حتى بالمعنى الشعري والأخلاقي بمستويات ثقافة النخب والإصرار على عدم الاعتراف بأي شيء أو التفاعل مع أسئلة التغير قبل التغيير. وهكذا أرى أن وعي الفرد في استجابته يكون هو المؤسسة خارج أي كيان . نعم الوعي مؤسسة عندما يتم فلسفة معطيات واقعة ليغدو هذا الأخير هو المفهوم بالمعنى الحداثي وما بعد الفكري . وكما أوافقك أيضا أن معنى الوعي خارج الكيان هو المبنى أو البنية الأساس في التفكير . كما أن السؤال هو المؤسس لكل فعل حقيقي بمستويات عدة لا مجرد النظر إليه كحالة ترفية فائضة عن الحاجة أو لغة دارجة واستهلاكية تفضي إلى تشييء الكائن في الخطاب اليومي وتكريس التعاطي معه كما لو كان محض مرادفات اسمنتية وعوازل صماء لا تستجيب سوى لوأد مشاريع نهوضها بإسفاف عاطفي يغيب معه العقل والحكمة معا .
ثقافة السياسي
* تطالب بالتزام حيادية الاتحاد تجاه الثقافة والمثقفين … كيف ؟
– أنا قلت في سياق تصريح شفوي لبعض الصحف ومواقع النشر أن الاتحاد لم يلتزم بالحياد تجاه الثقافة . وما عنيته فقط هو أن هناك ثقافات داخل الثقافة الواحدة بمعنى أن ثقافة السياسي تختلف عن ثقافة المجتمعي والاتحاد تم تجييره لصالح ثقافة السياسي التي تفصل بدورها المجتمعي عن ثقافة التنمية بمستوياتها المختلفة وآليتها المحتكرة بيد السياسي وهو ما يعيق أي تحول أو تقدم قد يخدم ثقافة المجتمع ويبدوان هناك لبسا في بعض الصياغات الصحفية قد يكون فهم خارج سياق ما قصدته بهذا المعنى .
أسرار غامضة
* أشرت إلى أن الجانب المالي للاتحاد لا يستوعب ما يفترض أن يكون عليه خطاب ثقافي وفكري يتمثل في ضرورة وجود استراتيجية ثقافية نوعية بهذا الخصوص يعكس أداء فاعلا ومتحولا، وهم يقولون بأن عليهم التزامات تجاه فروع الاتحاد يدفعونها وما تبقى يسيرون به أنشطة الأمانة العامة ؟
– قد أكون أشرت لجانب كهذا لكنني لست في وارد من يراقب نزاهة الاتحاد أو سلامة ذمته المالية لأنه بالأساس لا توجد شفافية لا بالأدنى ولا بالمطلق فيما يتعلق بمالية الاتحاد وموازناته و ودائعة ومقراته ولعل هناك أسرارا مازالت غامضة بشأن وديعة الاتحاد التي تقدر” بحوالى 300الف دولار ” ولا يعلم الأدباء شيئا عن مصيرها لأن لا احد يسأل في الاتحاد إلا عن المال والنميمة أو” القهوة”. ونتيجة كما قلت لغياب الشفافية ربما لا يعرف ذلك حتى التنفيذيون أنفسهم أو- المجتمعون – من الاجتماعات. و أيا كانت المبررات في” قيادة ” الاتحاد . فأن بعض أعضاء ” أمانته ” وعلاقاته صاروا لا يحفلون سوى” بأمانة العاصمة ” هم يريدون فقط تحويل الاتحاد إلى مجرد مكتب عقارات يزاودون من خلا له بشراء مقرات وشعب لا تتوافر لدى اغلب أعضائها أدنى الشروط الفنية لعضوية الاتحاد كما يفترض أن تكون عليه وتغربل بمعيار عديد اتحادات عربية حصل فيها تغييرات جذرية وتم تحديث خطابها ولسان حالها لكن وبتجاهل متعمد لتغييب إنتاج وتهميش أية قيمة ثقافية تصدر عن المشهد الأدبي في اليمن يراد تحويل الاتحاد إلى مجرد مقرات وشعب لكن بلا دور وبلا ثقافة . القضية الأساسية بالنسبة لهم كما قلت هي الانتخابات وتجييش اكبر عدد من الأعضاء لمعايير يقترحونها وفقا لمصالح ” المال والمال فحسب ” هم ” مفكرون ” بالمال. ومثقفون بالمال ولديهم معايير انتقائية خاصة في اعتماد أسماء بعينها للتمثيل المالي لا الأدبي على صعيد المشاركات سواء منها الداخلية أو الخارجية والتي يفترض أن يكون الاختيار أو معيار التمثيل عبرها هي الثقافة والإبداع اليمني لمن هو جدير بتمثيلهما بالقصيدة والرواية أو الدراسة البحثية والنقد و الحوار على صعيد عربي وإنساني لا أن يكون الأساس هو من سيحظى من الأدعياء ببدل السفر والاستحواذ المالي على حساب تغييب الإبداع والمبدعين اليمنيين الحقيقيين من المشاركات الثقافية والندوات أو الفعاليات الأدبية في فضاءات وأمكنة مختلفة وهذا حقهم وليس فضلة من احد أو طلبة .
بيع الأصوات
* أنت تطرح قضايا نقابية محلها المناسب هو في مؤتمر عام الاتحاد .. فلماذا لا ترشح نفسك للصعود كمندوب إلى مؤتمره العام لطرح هكذا قضايا ؟
– مع كبير أسف إن ما يتم في عملية الاقتراع هو على غير المتوقع لأن الكثير من الأدباء يحتكمون عادة في انتخابات الاتحاد لأمزجة لا ترشح غالبا من يكون في قائمة المندوبين على أساس كونه شاعرا مبدعا مثلا أو كاتبا مسرحيا ساردا حقيقيا أو ناقدا الخ . في حين تسود طبائع مختلفة وتقلبات ولا ثقة لحالات بعينها يشتم منها رائحة بيع الضمائر من خلال بيع الأصوات . وهذا دليل سقوط أخلاقي لدى البعض دون الحاجة إلى ذكر أسماء.فهم يعرفون أنفسهم جيدا وصارت مثل تلك المقاصد بالنسبة لهم أكثر من عادية .
وهكذا نجد أن نفعيات هؤلاء البعض وما أكثرهم قد صيرت الاتحاد إلى مزاد رخيص لمن باعوا استقلاليته بثمن بخس بعد أن كان منذ انطلاقة تأسيسه مفتوح الصد ر للطلقة والحرية وللحوار والهواء الطلق واليوم في ظل انفلات معايير العضوية وترهل شروطها يخشى ما يخشاه أن يدخل البعض بالبندق إلى الأمانة العامة . ولو أن ذلك قد تم بشكل أو بآخر .
جوائز وتكفير طائفي
* غالبا ما تتحول الانتخابات الدورية للاتحاد إلى ساحة استقطاب سياسي . وغالبا كان اليسار يفوز . هل كنت ستبقى على وئام مع الاتحاد لو أن اليسار بقي مسيطرا ؟
– لقد دفعت ثمن مواقف وكتابات بعينها ولا داعي لذكر بعض الإساءات التي تعرضت لها من قبل كثيرين من – أحذية النظام – رغم ما قدمت لليمن من أعمال شعرية حازت على ابرز جوائز الشعر العربي والتي يتنافس عليها المئات من الشعراء العرب من أبرزها ” جائزة الشارقة للإبداع العربي . جائزة ” الدولة التشجيعية ” جائزة دار الصدى للصحافة والنشر في دبي . جائزة دار سعاد الصباح للإبداع الفكري والأدبي / الكويت . فماذا قدم البعض وما أكثرهم من مرتزقة الشعر في اليمن .بل إن من حقي أن أقول بأنني قدمت الكثير ولم أجد في هذه البلاد سوى النكران واللامبالاة والاستهداف الطائفي والجحود فماذا قدم لي الاتحاد الذي يدافع ببياناته عن من يكفرني . وبلا حياء وبلا أخلاق . وأقول بأمانة أن الشخص الوحيد الذي سأل عني في ظروف مرضية قاسية هو الإنسان والصديق الأديب/ خالد عبد الله الرويشان وزير الثقافة وأنا أقدر له مواقفه تجاهي وأؤكد أنني لم أصدر في يوم ما عن أي ايديلوجيا وكنت مستقلا داخل الاتحاد وسأبقى كذلك خارجه .ولطالما خذلتنا القوى السياسة .لهذا أرجو أن تنسانا كثيرا لعل الناس تتذكرنا بما فيه الكفاية .
* ما موقف الاتحاد الآن من استقالتك. وهل التصعيد الإعلامي لتداعياتها يأتي كرد على تجاهل قوبلت به الاستقالة ؟
– كما قلت سابقا ما يهمني هو ما تركته من صدى واثر رغم ما قد يعتمل في نفوس بعض المرضى من التجاهل أو التقليل من استقالة قدمها احد أعضاء الاتحاد بكل بساطة . وبالنسبة لي لا انتظر موقف ” قيادته ” وكيف ينتظر موقفا ممن لا مواقف لهم .
* برأيك ما مدى حاجة المبدع اليوم – للارتباط – بمؤسسة ما كاتحاد الأدباء مثلا ؟
– الارتباط قيد لمن لا يدركه بالكتابة وارى أن المبدع أو المثقف الحقيقي هو مؤسسة قائمة بحد ذاته بوعيه وموقفه المتغير في ثباته بإبداعه بجمال لغته ورهافته وبشعره وهو الأهم ففي الشعر وحده الصمت من يستطيع الكلام دون أن يجرؤ على إسكاته احد .
ضمان اجتماعي وسوء فهم
* ما السبيل لفك الارتباط بين الاتحاد ككيان ” نقابي” وبين رسمية الفعالية السياسية ؟
– حل الاتحاد أو إعلانه صندوقا خاصا بالضمان الاجتماعي ” لرعاية ” الأدباء .
* في حال عدم رجوعك عن الاستقالة .. هل ستكتفي بالبقاء خارج النقابية أم أن لديك بديلا ؟
– البديل دائما هو أن يبقى الإنسان على مبدأه وأخلاقه في التعاطي بصدق مع الآخرين. الأديب الجاد في آرائه والمختلف في كتاباته هو الذي يصدقه الناس أينما وجد في أية جهة أو رئة أو فضاء بعيد لعزلة خضراء .
* ما المطلوب من الاتحاد باختصار .. ؟
– سأحتفظ بصفة كوني عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين سابقا . ولا يهمني بعد ذلك احد من الأدعياء .
* التباس العلاقة بين السياسي والثقافي والنقابي .. كيف تراها ؟
– كل التباس من هذا النوع وراءه سوء الفهم من قبل السياسي بكل ما يمتلكه من لا فهم بطبـيعة الثقافة وأهميتها وعلاقتها بإنسان المجتمع وتنميته في كل الاتجاهات من هنا تتكرس سلطة الوهم بإلغاء الآخرين عبر نمطية الخطاب الثقافي والسياسي وابتذالهما في تناول رؤى وإشكاليات بصورة فجة وعقيمة من مثل المراوحة والتسطيح عند الحديث حول ضرورة الفصل بين الاثنين بنفس الأداء وبذات التوصيف الذي مازال – يعلكه – أنصاف وأشباه مثقفو السياسات الخاطئة بل والمتمادية في صناعة الخطأ والالتباس سواء فيما يتعلق بمثقفي أو جيوب سلطة الحكم أو ليب” ريال ” يي المعارضة بالكلام مرورا بسلطة المجتمع أو الفرد وسكوتهما السلبي وصمتهما دون عناء وعي وإدراك فاعل يقرأ ويتأمل ويفكر قبل أن يفهم لينتج معرفة في كل الجوانب بعيدا عن التباس المفاهيم أو الوقوع في التباس المعرفة ذاتها حين تفهم” كمسلمة وتفضي لتوهمه فهم كل شيء ولاشيء.
ــــــــــــــــــ
مارس 2006