القطاع الخاص في اليمن ودعم صناعة السينما – عبدالرزاق الربيعي

الجميع يعرف أن السينما فن وصناعة والصناعة تحتاج إلى رأس مال وهذا قد يتحقق من شباك التذاكر في دول قطعت أشواطا في صناعة السينما كأمريكا وفرنسا ومن الدول العربية مصر لكن دولا ناشئة في صناعة السينما كالدول الخليجية تحتاج بالتأكيد إلى دعم من القطاعين العام والخاص.
في حديثي مع المخرج اليمني بدر الحرسي صاحب فيلم (يوم جديد في صنعاء القديمة) الذي نال جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير سألته عن كلفة انتاج الفيلم فأجابني مليون و 300 ألف دولار!!!
طبعا الإجابة فاجأتني قلت: لعل بريطانيا التي تحمل جنسيتها وتقيم فيها منذ ولادتك مولت الفيلم: قال: أبدا بريطانيا لم تسهم ولا بدولار واحد لأن المؤسسات التي عرضت عليها المشروع كانت تسألني ان كان الفيلم يتعرض لوضع المرأة المسلمة فكنت أجيبها بالنفي فترفض دعم المشروع !!! وقد تكرر هذا كثيرا في دول أوروبية أخرى!!
عدت أساله : اذن من أين أتيت بكل هذا المبلغ؟
أجابني : من اليمن!!
* وهل وفرت لك وزارة الثقافة كل هذا المبلغ؟
– لا فقد دفعت الوزارة 40 الف دولار فقط
* وبقية المبلغ؟
– تكفلت بدفعه مؤسسات ثقافية يمنية وتجار يمنيون تجاه وضع اللبنة الأساسية لصناعة سينما يمنية وهكذا رأى أول فيلم يمني النور وحقق ما حقق من حضور واشادة من قبل النقاد الذين شاهدوه.
فما هي مساهمة القطاع الخاص في انتاج أول فيلم عماني وأعني فيلم (البوم) للمخرج خالد الزدجالي؟
الإجابة مخيبة جدا فالقطاع الخاص في سلطنة عمان يعمل بمعزل تام عن الأنشطة الثقافية والفنية!!
وهذا أمر يدعو للتساؤل والدهشة!!!
أليس كذلك!؟

2006

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: